واسئلوه العفو قال ففعلوا فلما كان الليل فتج الله سبحانه ابواب السماء بريح سوداء ملأت ما بين السماء والارض ورفعت امواج البحر الى السحاب وحطتها الى التراب وطمرت من السفن فى البلاد والسواحل وفى وسط البحر وقل من سلم منها (a) ومركب القوم قد ألهمهم الله ان خففوا وطرحوا ما عليه من ثقل وغيره وكان كلما جاش البحر عليه خف وعلا على الامواج وطفا (b) على البحر وهم يقرءون ويدعون ويبتهلون ولا يأكلون ولا يشربون ثلثة ايام بلياليها فلما كان اليوم الرابع امر الله عز وجل الرياح فسكنت والبحار فهدأت واذهب الله ذلك كما عرف من عوايد قدرته سبحانه فطرحوا قارب المركب من جوفه وجعل فيه الربان المجاديف وقدمه بين يدى المركب يجرونه يوما وليلة فاشرفوا على جزيرة قد طرح اليها (c) البحر كلما افسده ذلك الخب من المراكب والأزياء (d) والبضايع
صفحه ۴۶