جميع هذه العيوب في ديوان التيمورية حيث لا تنظيم ولا تنسيق، حتى ولا تبويب على الأبجدية، ولا أثر للتاريخ في القصائد - إلا القصائد التاريخية في السطر الأخير منها! ولئن جرت على عادة العرب في التعبير، أي الإفصاح عن عواطفها غالبا باستعارات من سبقها، فالأمر الذي يسبيني في شعرها أن شخصيتها تبدو من خلال المحفوظات كما يبدو الجسد في لوحة تصويرية من خلال الأنسجة الشفافة وقد تفلتت من عيب «المفاخرة» بذويها وأهلها. ولا هي تبدأ بالتغزل لتنتهي بالإطناب. وليس للأطلال والمضارب ذكر في قصائدها. وأما من حيث الصدق فأظنها في مقدمة الصادقين من شعرائنا. ومعظم استسلامها للغلو في جزء خارج عنها وهو شعر المجاملة بينا هي في شعرها الذي يرسم نفسها ساذجة مخلصة عذبة تروي حديثها بأسلوب ليس هو بالهندسي الذي لا يقدر أنصار القديم سواه. إنما هو كما يقول الفرنجة روائي
romantique
يجري عليه بعض شعراء العصر.
وهذا الشعر الوجداني بطبيعته، الغنائي بلهجته، ينقسم إلى خمسة أقسام كبرى. وهي:
شعر المجاملة.
الشعر العائلي.
الشعر الغزلي.
الشعر الأخلاقي.
الشعر الديني أو الابتهالي.
ففي الأقسام الثلاثة الأولى تلقت التأثر من الناس فأعادته إليهم نشيدا. وفي القسمين الأخيرين تلقت التأثر من مختلف الجهات فخاطبت نفسها وناجت نبيها الكريم مبتهلة إلى العزة الإلهية.
صفحه نامشخص