بحبيبك الهادي سألتك دلني
لعلاج أمراض وجلب شفائي!
وهذا الشعر المبتهل من شاعرة مصرية شرقية مسلمة يعيد إلي ذكرى القديسة تريزا الإسبانية الأوروبية المسيحية، التي عاشت في القرن السادس عشر وأسست رهبنة الراهبات الكرمليات، وقد لقبت «بالعذراء الساروفيمية» نسبة إلى الملائكة الساروفيم لفرط تقواها، ونقاء نفسها، وروحانيتها الحارة، وشغفها بالسيد المسيح الذي كانت تتخيل أنه يتجلى لها ويخاطبها في ساعات الانعطاف والرؤيا. وقد نظمت شعرا ابتهاليا جميلا في لغتها الإسبانية، أشهره نشيد وجيز ترجو فيه من الله أن يمن عليها بالموت لتتجرد من ثوب التراب فتراه عندئذ وجها لوجه. فهي في ذلك النشيد الملتهب تقول:
نشيد القديسة تريزا
أحيا دون أن أحيا في نفسي، وأنتظر حياة هكذا رفيعة - حتى إني لأموت لأني لا أموت.
وإني ليزيد في كلفي أن أرى إلهي لدي سجينا حتى أني لأموت لأني لا أموت.
انظر كيف أذوب شوقا إلى رؤياك، ولا طاقة لي على الحياة بدونك، حتى إني لأموت لأني لا أموت.
فمتى يتيسر لي، يا إلهي، أن أقول القول الفصل بأني أموت؛ لأني لا أموت!
ولكن الفرق بين الشاعرتين أن القديسة المسيحية واثقة من رضى الله عنها، عالمة بحبه لها، وإنما تعذبها قيود الجسد التي تشد وثاقها بالأرض وتحول دون فناء روحها في روح الله. ففي صيحتها شيء من التدلل على المحبوب، وفيها كذلك صدحة الشوق والنشوة والظفر، أما التيمورية فمبتهلة في لهجتها.
ولكأنما كانت تيأس لولا رحمة الله الواسعة ولولا شفاعة النبي الكريم الذي تلوذ بحماه وتترنم بمدحه وتمجيد أمته:
صفحه نامشخص