كذلك قوله: { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ضلل من الغمام } [البقرة:210]. كما قال جل ثناؤه: { ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون } [يس:49]. وكذلك قال جل ثناؤه: { فأتى الله بنيانهم من القواعد } [النحل:26]. وقال: { فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا } [الحشر:2]. يعني بذلك كله: أنه أتاهم بعذابه وأمره. ليس أنه أتاهم بنفسه زائلا، وكان في مكان فكان عنه منتقلا. وكذلك يقول القائل للرجل إذا جاء بأمر عجيب: لقد أتى فلان أمرا عجيبا. يريدون: أنه فعل شيئا أعجبه. فذلك تأويل المجيء من الله جل ثناؤه. لا هو بالانتقال ولا بالزوال، لأن الزائل مدبر محتاج، لولا حاجته إلى الزوال لم يزل. فلذلك نفى الموحدون عن الله جل ثناؤه الزوال والإنتقال .
صفحه ۲۴۹