336

عدل و انصاف

العدل والإنصاف للوارجلاني

ژانرها

ورسالة عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري في القضاء عجيبة (¬1) ، فإذا أوردنا من الأدلة من القرآن والسنة والآثار والعقل ما يدل على جواز التعبد بالقياس فينبغي أن نشرع في ذكر فنونه وأقسامه.

باب

أقسام القياس

أقسام القياس ضربان: عقلي وشرعي، والشرعي ضربان: جلي وخفي، والجلي ضربان: قياس علة منصوص عليها، وقياس عله مستنبطة، والخفي ضربان: قياس الشبة وقياس الاستحسان.

فأما القياس العقلي، فأكثر معول القرآن عليه في جميع ما خاطب به المشركين، والحق فيه واحد. وقد يقع أحيانا جليا وخفيا. فالجلي كقوله تعالى: { يدعوا من دون ................ ولبئس العشير } (¬2) . وأكثر أدلة القرآن على هذا.

والخفي قوله: { قل إنما ..................... شديد } (¬3) . وأما خفاوها فربما يجتمعون مثنى وفرادى ولا يقضون شيئا، وربما يتفكرون فيخطئون وجه الدليل.

وقوله: { ما بصاحبكم من جنة } هذا هو الحق أن لهم عادة بشوش عليهم عقولهم، والعادة طبع خامس. وإن من العادة من خالف العامة فهو مجنون ولا سيما في أمر لم يبصروه. وحقيقة هذا العقلي الخفي إنما خفي عمن أصيب في عقله باي آفة، إما بجنون أو عته أو تبرسم (¬4) أو شهوة أو تقليد. ولكن العقل إذا سلم من هذه الشوائب، ونظر بعين البيصرة لا عين البصر. واستعمل الفكر وأمعن/ النظر وصادف وجه الذكر

صفحه ۳۳۷