325

عدل و انصاف

العدل والإنصاف للوارجلاني

ژانرها

استقبلته القياسات الخيالية واختلطت له بالعقلية ودخل في بحر البيان، فإذا نظر إلى السماء توهمها بستانا أخضر نثرت عليه دنانير صفر، فلما قويت نفسه وبلغ حسه ذهب الخيال هباء منثورا وبقي العقل أميرا مأمورا، والسلام وهو قوله تعالى: { أولم نعمركم....... النذير } (¬1) .

الكلام في القياس وأحكامه

وحد االقياس هو حمل أحد المعلومين على الآخر في/ حصول الحكم واسقاطه بأمر يجمعهما، وأصل القياس: التساوي، ألا ترى إلى العرب تقول: قس هذا الثوب إلى هذا، يريد كيما يعرف تساويهما في المقدار والقيمة.

والقياس يشتمل على صحيح وسقيم، والمعول على الصحيح ويبطل الفاسد، ولهم ألفاظ في حد القياس زهاء عشرين لفظا كلها قاصرة عن التوفية لحده وقد قيل: رد الفرع إلى الأصل لعلة توجب الجمع بينهما، وقالت الفلاسفة: إن القياس لا يتم إلا بعقد متين فصاعدا، ولايتم بمقدمة واحدة والمقدمة مقال موجب شيئا لشيء أو سالب شيئا عن شيء. فالموجبة قولك: كل حي قادر. والسالبة، قولك: ليس زيد بميت. وطعنت الموحدة في هذا القياس وهو الصحيح وذنبوه أن جاء من قبل الفلاسفة وربما لو جاء من غيرهم كان مقبولا. ولا ذنب/ لهم الأفساد الأصل الذي هم عليه.

واستدلوا على بطلان قول الفلاسفة إن قالوا: إن قولك زيد حي وجب أنه ليس بميت فهذا نتيجة من مقدمة واحدة، وأعلم أن قولهم يبطل من وجهين، أحدهما: ان قولك زيد حي قهو نفس قولك زيد ليس بميت لم يفد فائدة تجاوز معنى قوله زيد حي، فكأنك كررت وقلت: زيد ليس بميتوالفائدة التي استفدنا من قولك زيد حي هي الفائدة التي استفدنا من قولك زيد ليس بميت، فالمعنى تكرار ليس أكثر من المعنى الأول ولا نتيجة، فأين القياس؟ ولو قال القائل: زيد ليس بميت ما زادوا، على أنهم لو

صفحه ۳۲۶