177

عدل و انصاف

العدل والإنصاف للوارجلاني

ژانرها

وهذه الأمور في دليل الخطاب يسوغ فيها الوجهان؛ لأنه غير مقطوع به ما لم يصادم العقليات، فإن صادمها بطل الدليل، دليل الخطاب. من ذلك قوله عز وجل: { كلا ..... لمحجوبون } (¬1) فظاهر القرآن أن الكفار محجوبون عن ربهم عز وجل. دليل، ودليل الخطاب بأن غيرهم من المؤمنين غير محجوبين. فيسوغ القول على مذهب أهل دليل الخطاب أنهم غير محجوبين. لكن هذا الحجاب ما هو؟ فإن قالوا: حجبوا عن رؤيته. قلنا: حجبوا عن خيره لا رؤيته. وقد يقع الحجاب عليهما جميعا. ومنع شاهد العقل من الرؤية، وإلا كان للغير أن يقول/ إنما حجبوا عن المصافحة أو المواكلة أو المشاربة أو عن الألوهية!! والمؤمنون بخلافه. وأكثر كلام العرب إنما يقع الحجاب عن معروف السلطان وخيره لا عن رؤيته. وقد يراه ويحجبه عن خيره، بل يأمر بضرب رقبته. وقد لا يراه ويناله خيره. ويقال حجبه. معنى حجاب الرؤية لقوله تعالى: { لا تدركه ..... الخبير } (¬2) واطلعتنا حجاب الخير.

وكذلك قوله: { وجاء ربك والملك صفا صفا } (¬3) فدل أن غيرهم لم يجيء، ودل أنهم انتقلوا عن موضع جاءوا منه إلى الحشر، وقربوا بعد أ، بعدوا بدليل الخطاب. وكذلك قوله: { يا حسرتى ..... الله } (¬4) . ولم ينحصر على التفريط في غير الجنب من العين والوجه والساق وغيرها. فكذلك قوله: { لا تأخذه سنة ولا نوم } (¬5) دليل السهر والأرق. وكذلك قوله: { ... لتكفرون بالذي/ خلق الأرض في يومين } (¬6) دليل على أنه يسوغ لهم الكفران بمن لا يقدر أن يخلقها إلا في أربع، ودليل على انتهاء القدرة في اليومين فصاعدا. وطذلك قوله: { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } (¬7) فمقصور على ألوهية

السموات والأرض تعالى عن هذا علوا كبيرا.

باب

الاستدلال بحروف الحصر

صفحه ۱۷۷