وقضى هؤلاء الضباط وقتهم إلى الساعة الأولى بعد ظهر ذلك اليوم في محادثة ولعب ورق وغير ذلك مما يقطع الوقت.
وفي الساعة الأولى تماما نادى الميجر عبد العال (المترجم) وقال له: هل قلت للأومباشي؟ - نعم يا سيدي، وقال لي: إنه أخبر ملاحظ بوليس نقطة الشهداء بذلك، فأمره بأن يذهب معكم ويترك العسكري هنا، ويحضر لنا ركائب من عند كبير من كبراء الأعيان، اسمه عبد المجيد بك سلطان.
فقال الميجر: ولكن هذا لا يكفي، فقل للأومباشي أن يذهب فيسبقنا هو ويخبر العمدة بمجيئنا.
فوضع عبد العال يده على جبهته وخرج.
وبعد ربع ساعة ناداه ثانية وقال: ألم تحضر العربات للآن؟ - لا يا سيدي. - إذن فاستعد؛ لأننا نسير على الأقدام حتى نقابلها.
فأدى «المترجم» حركة السلام وخرج وهو يلعن الساعة التي جاء فيها دليلا لهؤلاء الجن، الذين يريدون السير على الأقدام في ذلك الحر الشديد.
وبينما كان عبد العال في أشد همومه، إذ رأى فجأة الضباط واقفين أمامه وسمع صوتا جهوريا يصرخ: «أبدا لآل»، فجرى المسكين حتى وقف أمام الميجر الذي كان يناديه، وأدى السلام «العسكري » فقال له الميجر: هيا بنا وأمسك هذا الحصان ...
فسار الخمسة ضباط يتكلمون ويضحكون ويمنون النفس بأكلة حمام لذيذة وشرب قزازة وسكي بالصودا معها، بعد رجوعهم من تلك الرياضة البدنية! أما صديقنا عبد العال فقد كان سائرا خلفهم على مهل، يلعن هذا المزاج الإنجليزي الذي يخرج للعب والصيد في حر شمس يكاد يقتل الجمل.
وبعد مسير برهة لاح لهم خيال أسود، فتنفس «الدليل» الصعداء، وحمد الله وشكره؛ لأنه تأكد بأن هذا الخيال هو خيال العربات، وحقيقة فإن ما ظهر لهم كانت العربات التي طلبها الأومباشي، وبعد هنيهة ركب الميجر بن كوفين وعن يساره الكبتن بوستك في عربة، وركب في أخرى الكبتن بول، وعن يمينه المستر بورتر. أما اللفتننت سميث ويك فامتطى جواده وسار بجانب العربة الأولى. •••
وبعد مسير ساعة وقفت العربات أمام دنشواي، فنزل عبد العال ووقف أمام عربة الميجر، وأدى السلام العسكري في حالة نزوله.
صفحه نامشخص