فقال عليه السلام مرة أخرى: مروا أبا بكر فليصل بالناس.
فعادت عائشة تقول لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس. فلو أمرت عمر؟
فأعادت حفصة ما قالته لها عائشة.
وضجر عليه السلام من هذه المراجعة؛ فقال: إنكن أنتن صواحب يوسف. ثم قال لثالث مرة: مروا أبا بكر فليصل بالناس.
وروى عبد الله بن زمعة أنه خرج من عند النبي، فإذا عمر في المسجد وأبو بكر غائب. فقال: يا عمر. قم فصل بالناس. فتقدم فكبر، وكان رجلا مجهرا، فلما سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
صوته سأل: فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون.
ولام عمر عبد الله بن زمعة قائلا: ويحك! ما صنعت بي يا ابن زمعة؟ والله ما ظننت حين أمرتني إلا أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أمرك بذلك. ولولا ذلك ما صليت بالناس.
صفحه نامشخص