قال سعيد: «هو في الخارج يا سيدي. هل أدخل به عليك؟»
قال الأمير عبد الله: «كيف لا؟!»
فنهض سعيد الوراق وعاد والكتاب في يده ملفوفا بملاءة من الحرير، فوضعه على وسادة بين يدي الأمير عبد الله، فأخذ يقلبه ويتأمل نظافة خطه وحسن تبويبه وضبط كتابته وسعيد صامت.
ثم قال الأمير عبد الله: «إنه خط جميل.»
فقال الفقيه: «ألم أقل لمولاي الأمير إنه خط فتاة؟»
فالتفت الأمير عبد الله إلى سعيد كأنه يستشهد به. فقال: «نعم يا سيدي، وقد رآها الفقيه بنفسه وسمع كلامها.»
فقطع الفقيه كلام سعيد الوراق وقال: «ألم أقل لك أن تأتي بها معك الليلة ليراها مولانا الأمير؟ أين هي؟»
قال سعيد: «قد أتيت بها، وهي في دار الجواري.»
قال الأمير عبد الله: «سنستقدمها بعد قليل. هل جاءتك كتب جديدة غير هذا؟»
قال سعيد: «سمعت عن كتاب لا يزال صاحبه يعمل في تأليفه، وهو أحسن كتب الأدب على الإجمال لأنه يغني عنها جميعا.»
صفحه نامشخص