فقطع سعيد كلامه قائلا: «ومن أبلغها ذلك؟»
قال جوهر: «علمت والسلام، وأنا أعلم أيضا، فالشرط يا سيدي أن تستطلع لها أمرا شغل بالها منذ عدة أعوام، فإذا فعلت ذلك وأصبت. كشف الستار وقابلتها، فهل تقبل بهذا الشرط؟» قال ذلك وهو يتلوى ويتماجن.
فقال سعيد: «أما وقد أمرت، فلها علي ذلك.» ثم وجه خطابه إليها فقال: «ما الذي تريدين كشفه يا سيدتي؟»
قالت وصوتها يتلجلج: «لا أقول ما هو، ولكنني أقول إني فقدت شخصا منذ أعوام كثيرة، ولا أعلم ما صار إليه أمره، فإذا كنت تجيد التنجيم حقيقة فقل لي من هو؟ وأين هو؟»
فأخرج سعيد كتابه، وأخذ يقلب فيه، وقد استولى السكوت على المكان لا يسمع فيه إلا حفيف صفحات الكتاب، ثم قال: «إنك تبحثين عن أخ شقيق.»
فلما سمعت الزهراء قوله لم تتمالك أن صاحت: «نعم أخي شقيقي، لله درك! هل هو حي؟ أخبرني حالا.»
فأعاد سعيد التقليب وقال: «نعم، حي!»
فاستغربت الزهراء حكمه السريع، وشكت في صدقه، وقالت: «هل تعرف اسمه؟»
قال سعيد: «أي اسم من اسميه تريدين؟»
قالت الزهراء: «وهل له اسمان؟»
صفحه نامشخص