ولنا أن نتسأل الآن: هل ستنال ثورة يوليو 52 نفس ما نالته الثورة العرابية على أيدي الرجعيين والعملاء؟
أرجو أن ننتبه لذلك قبل فوات الأوان.
الحساب الأخير لعبد الناصر والماركسيين
بقلم محمد عودة
لا نظن أن هناك يساريا يحمل مسئولية والتزام اليسار، أو يعد نفسه واحدا منه؛ يرى أن هذا هو أنسب الأوقات وأفضلها لبحث قضايا وخلافات وصراعات سويت وانتهت من زمن طويل بين أهم فرق اليسار وفصائله.
ولليسار مثله مثل كل العقائد والمذاهب خلافاته وصراعاته الداخلية، ولكن ما يجمعه - خاصة في أوقات الشدة - أكثر بكثير مما يفرقه ... وليس هناك بين اليساريين أو بين الوطنيين التقدميين من يمكن أن يرى أن هذا هو وقت مراجعة الحسابات وتصفيتها بين اليساريين والانتهاء إلى إدانة كل اليسار وأهم أجنحته.
ذلك أن الاشتراكية وهي قضية ومبرر حياة اليسار جميعه، تتعرض لحملة ظالمة عاتية ... يشنها اليمين وقوى الثورة المضادة ويريد تصفية القدر الذي تحقق منها، وإعادة البديل الوحيد عنها ... وهو الرأسمالية.
وقد بدأت الحملة في البداية بإثارة عيوب التطبيق الاشتراكي، وأن الاشتراكية حقيقة وسليمة، وأن كل العيب في التطبيق، ثم فصلت الأخطاء وكررت وضخمت حتى اختلط الأصل والفرع.
وتدرجت الحملة إلى أن العلة في جوهرها ليست في التطبيق، ولكن في الاشتراكية نفسها، في الاختبار الذي تم، وأننا استوردناها، وفرضناها، وأقحمناها في غير أرضها وعلى غير شعبها، ومن هنا كان الضرر، وكان محتوما أن تتعثر وأن تنحرف، وفي ظل الحرب الدائرة بين التقدم والتخلف لا يغتفر لأحد يضم نفسه إلى قوى اليسار أن يقف ليفتعل خلافا، لا يفيد من إثارته الآن سوى الطرف الآخر المتربص، والمتوحش.
وقد يكون ضروريا والتزاما على كل اليساريين الآن أن يأخذوا مواقعهم، وأن يصححوها، وأن يمارسوا أكبر قدر من النقد الذاتي والنقد المتبادل، ولكن بما يعزز تكاملهم وتكافلهم، ومن أجل البحث عن حماية أفضل واشتراكية أعمق، ومن أجل وضع استراتيجية صحيحة لواقع معقد ولمستقبل لا بد من كسبه.
صفحه نامشخص