فمثل هذا الهجوم، وبهذا الأسلوب الهابط، يظل - على الأقل - من المواقف التي تثير أكثر من علامة استفهام.
وإذا كان الدكتور قد نفى عن نفسه - في مقدمة مقالاته الثلاث - صفة الجبن (بدليل أنه - كما قال - لم يسكت، وإنما تكلم ونبه وحذر في مجلة الفكر المعاصر)، فإننا لن نجادله في هذا.
لكن يبقى مع ذلك أمور تحتاج إلى إيضاح؛ منها - مثلا - أن الدكتور تحدث عن القمع الشديد في التجربة الناصرية (وهو القمع الذي أصاب المعارضين)، وإذا كان الدكتور قد أعلن أنه لم يسكت عن سلبيات التجربة، وأنه تصدى في «مجلته» - وبكل الشجاعة - لهذه السلبيات التي فصل الحديث عنها في روز اليوسف، ثم لم يمسه أي ضر أو أذى من أي نوع (بل على العكس من ذلك، فإذا هو يمضي في سلك الترقي في وظيفته الجامعية، ثم هو يتولى في أجهزة الإعلام (الناصري) رئاسة تحرير مجلة من المجلات الثقافية الهامة).
نقول أما والأمر كذلك، أو كان كذلك، فربما وافقنا الدكتور على أن تجربته في مناطحة «التجربة الناصرية» في مجلاتها، وفي عقر دارها، وبكل الشجاعة، ثم النجاة من بطشها ... هذه التجربة هي قصة مثيرة، بل هي تجربة رائدة لمواطن تصدى لقمع الحريات وللانحراف «بالتطبيق الاشتراكي» في مختلف المجالات.
كان جمال عبد الناصر كتوما فحكم بالأجهزة
السرية
بقلم حسين ذو الفقار صبري
عندما ألقي القبض على علي صبري في 15 مايو 1971م، وضع شقيقه حسين ذو الفقار صبري استقالته فورا تحت تصرف الرئيس السادات.
ولكن الرئيس، بدلا من أن يقبل الاستقالة، مد فترة خدمته عامين بعد سن المعاش!
فقد كان حسين ذو الفقار صبري منذ شبابه بطلا من أبطال المقاومة ضد الاحتلال البريطاني. وكان زميل الطيار حسن عزت في محاولة هرب الفريق عزيز المصري جوا أيام الحرب العالمية الثانية.
صفحه نامشخص