فوق الجبين ورد الصدغ بالفاء
عيناه تنفث داء في محاجره
وربما نفعت في صولة الداء
إني لأشرب من عينيه صافية
صرفا وأشرب أخرى مع ندمائي
فلما سمع الأمين شعره صاح فيه: «ويلك! كفى. هو لك.»
أما الفضل فلما رأى الخمر قد دارت برأس الأمين أراد أن يغتنم الفرصة فقال له: «هل نسي مولاي القيان البيض؟»
فقال: «ويحك! كيف أنساهن؟! هل أتين؟» ونظر إلى قيم الدار مستفهما، فقال: «نعم يا مولاي، قد جئن منذ ساعة.»
فقال: «إلي بهن الساعة!»
فخرج وما لبث أن عاد مهرولا مذعورا، وفي أثره رجل قصير قد اكتسى جلد قرد، وعلى رأسه قبعة هرمية الشكل في أعلاها جلاجل وهو يقهقه قهقهة القردة، ووثب حتى توسط المصطبة وأخذ في الرقص، فقهقه الأمين وأغرق في الضحك حتى استلقى على ظهره، ولم يبق أحد لم يضحك. وعلا الضجيج فقال الأمين: «أليس هذا أبا الحسين الخليع؟»
صفحه نامشخص