فاقترح واحد أن نعقد مجلسا حربيا للتشاور في أي أدوات الدفاع - غير الأرواح - أصلح، فاتفقنا - أعني أنهم هم اتفقوا - على أن أول وسائل الدفاع أن يخرجوا ما في الحقيبة ويأكلوه، وقد كان، أكلوا ما قسم لهم، ثم أرسلنا منهم طليعة إلى بيت الفتاة تتجسس وتستكشف، وتجيئنا بالخبر اليقين عن القتيلة وعن حركات الشرطة وبسيارات تقلنا، فندخل بها الضيعة غازين فاتحين - إذا كانت الأخبار مطمئنة.
ولا أطيل - وما الحاجة إلى الإطالة - جاءت سيارتان عدنا بهما - وإيفون بيننا في إحدهما - إلى مكان الجريمة، وكان في استقبالنا سيدة على وجهها مسحة من الجمال، وكانت تبكي ... حزنا على القتيلة ولا ريب، أو سرورا بانتصارنا ... أو لا أدري لماذا، فقد شغلت عنها بفتاة تبارك الله خالقها ومبدعها، فوقفت أنظر إليها بعين يكاد حملاقها يخرج من شدة التحديق وإذا بإيفون تثب من السيارة وتعدو إليها وهي تصيح: «لورا ... حبيبتي ... يخرب بيتك.»
وترتمي عليها وتعانقها وتقبلها وتبكي على صدرها.
فمشيت إليهما وفرقتهما وقلت: «ما هذا ... أعني من هذه؟»
قالت إيفون: «أختي ... أختي لورا.»
فسألتها: «القتيلة؟»
فضحكت وقالت: «بعد الشر.»
وكان مسدسها معي، فأخرجته من جيبي وصوبته إلى وجهها وقلت: «همممم.»
فصاحت: «يقصف عمرك ... هاته بقى.»
وخطفته ...
صفحه نامشخص