فقالت: «أتريد أن تعرف اسمي؟»
فأردت أن أستفزها فقلت: «لا (بفتور) يكفي أن أعلم أنك أخت توحة.»
ولكنها كانت أخبث مما توهمت، فقالت: «نعم كفاية، والآن ألا تحدثنا عن سبب انفصالك عن زوجتك؟ إنها صديقتنا من أيام المدرسة، وقد آلمنا ما وقع، ولكن لعل لك عذرا.»
فحمدت الله في سري على جهلها بزوجتي، وأيقنت أني آمن معهما، ولكني مع ذلك حاولت أن أزحزح الحديث عن هذا الموضوع فقلت: «هذا شيء مضى، ومن العبث الكلام فيه.»
فقالت أخت توحة: «مسكينة.»
وقالت توحة: «ما أفظع الرجال، يأكلون المرأة لحما، ويرمونها عظما.»
وألفيت نفسي عرضا لسخطهما ونقمتهما، فضاق صدري وقلت: «إني لم أكن أحب أن أقول شيئا، ولكن الرجل لا يستطيع أن يظل يحتمل طول عمره أن يرمى بصحاف الطعام الملأى.»
فصاحت توحة: «إيه؟ ماذا تقول؟»
وأعجبني صوتي، وسرني أني تبينت آية الدهشة في وجهيهما، فمضيت أقول: «لقد كانت تتناول قطتي البيضاء وتلعب بها الكرة، أو تمسكها من ذيلها وتطوح بها ذراعها، وتزعم أن هذا خير من اتخاذ الحديد للعب.»
فقالت أخت توحة: «زينب تفعل ذلك؟»
صفحه نامشخص