فريع زكريا وأيقن أن كل شيء قد أفسد، ولكن الخوف استحث خاطره فقال: «لا تتعجلي ... إنك لا تعرفين الأطباء ... ليس كل طبيب صالحا ... والأولى أن تسألي طبيبنا رأيه فيمن يحسن أن يستشار.»
فقالت: «هذا ما كنت أنوي أن أصنع ... اذهب إليه وكلمه.»
فذهب إلى الطبيب الرومي، فتململ هذا وقال له: «ألم أقل لك إني لا أحب أن أحشر في هذه الحكاية؟ لقد اضطررتني إلى الكذب وتضليل هذه السيدة الساذجة الطيبة القلب، ثم اضطررتني أن أشير عليها بالاستعانة برجل ليس بطبيب وهذه جريمة أخرى، واضطررت هذا المسكين أن يدعي أنه طبيب وهو ليس إلا طالب طب ... والآن تريد أن أدلك على رجل آخر - طبيب في هذه المرة - ليساعدنا على الكذب البغيض؟»
فقال زكريا: «ولكن المسألة ليست مسألة مرض ... إنها كلها فكاهة ... وأنت تعرف ضيق عقل السيدات مثل أمي ... تريد رجلا لبنتها يملك ضياعا وعقارا ... وهذا شاب فقير ولكنه صالح جدا ... يحب أختي وهي تحبه ... أنا أخوها ... أكبر منها ... أقرر أن هذا الزواج يجب أن يتم لمصلحة الاثنين ... على الأقل يجب أن يتم الاتفاق عليه حتى يفرغ من الامتحان ... وأنا أطلب معاونتك على خير.»
فقال الطبيب: «من رأيي أن أذهب إلى والدتك وأطلعها على الحقيقة كلها بصراحة.»
قال: «إنك تنسى أن أمي من الجيل الماضي.»
قال الطبيب: «قد تصغي إلي إذا كانت لا تصغي لابنها.»
قال: «إني أخشى غضبها وعنادها، ولا أطيق أن أرى فيفي تتعذب.»
قال الطبيب: «إن الفشل من هذا الطريق خير من النجاح من طريق الخداع ... ثم إني لا أطيق أن أظل أخادع هذه السيدة الساذجة.»
قال زكريا: «وما العمل الآن؟»
صفحه نامشخص