قال: «هاتيه.»
قالت: «قلت لك مدهش ... ألا يكفيك هذا؟»
قال: «طيب يا ستي آمنا ... وأنا مستعد فأدهشيني ... تفضلي ...»
قالت: «ما هذه البلادة؟ قلت لك إنه مدهش ... ميم ... دال ...»
قال: يقاطعها «أيوه ... أيوه ... فاهم ... بس أريد أن أسمع هذا الجواب المدهش.»
فلما كفت عن الضحك قالت: «يا أبله ... إنما أعني أن حمادة هو المدهش.»
فهز رأسه موافقا وقال: «وأنا من رأيك ... وأحب أن أقول لك أيضا إني أتمنى أن أراه لك زوجا.»
فقالت: «على مهلك ... على مهلك ... طول بالك ... ولا تنس الوالدة المحترمة.»
فقال: «أيوه ... إذا كان هذا هو كل ما في الأمر فدعيه لي ... أنا أدبر المسألة.» •••
وتوثقت العلاقة بين الفريقين، وارتقت من الصداقة إلى الحب - نعني بين فيفي وحمادة - ولكن الأم ظلت لا تعرف من الأمر شيئا، فقد كان الأخوان يعلمان أن أمهما تأبى أن تزوج بنتها لواحد من غير أهل اليسار والغنى مثلها، وكانا قد عرفا أن حمادة رقيق الحال، وإن كان المرجو - بل المحقق - أن يكون مستقبله خيرا من حاضره، ولكن الأم لا تقبل كلاما كهذا، وكانا يحبانها ويعز عليهما أن يصدماها، أو يخيبا لها أملا فيهما، فرأيا أن يستعينا بالصبر عسى أن يتيح الله لهما فرجا.
صفحه نامشخص