1
قلت: «صدقت، والآن، هذا الثوب الجميل، أليس أطول مما يلزم؟»
قالت: «وكيف تريد أن يكون؟»
قلت: «لو كان الأمر إلي ... ولكن ألا ترين أنه يكفي أن يكون إلى هنا؟ إن كل عرائس الخيال تسير عارية الساقين والكتفين.»
وهمت بالقيام لتغير ثوبها فقلت: «كلا يا حورية، لا تذهبي كالحلم. منذ بضع دقائق كنت متعة عين، أما الآن فأنت ضرورة، وحاجة ملحة، ثم إني أشعر أن هناك سعادات أخرى مذخورة لي، فابقي حيث أنت ...» فبقيت، وأراحت أصابعها على ذراعي فقلت: «لن أنسى هذه الصورة، ما حييت ... كفها الغضة على ذراعي، وأناملها الدقيقة الرقيقة، مغروسة في كمي، وعينان فيهما من النجوم أبهى وأسنى مما في السماء اللازوردية، وفم رأته بسيشيه في الندى الذي جاءها به كوبيد في راحته، وساق أحلى من التي مات في سبيلها أكتيون ولم يكن ما بذل غاليا ...»
فسحبت كفيها، وقال الأديب العراقي: «إنه شاعر يا نزهة.»
قلت: «كنت شاعرا ... وكنت أحسبني برئت وشفيت من الشعر، ولكني الآن أخشى أن أعود كما بدأت ... ليت هنا مرآة.»
قالت: «لماذا؟»
قلت: «نرفعها أمامك فترين فيها حورية تعرف عالمها، ولكنها ليست منه. لأنها من مخلوقات الخيال، يغمرك جمالها - كالموسيقى - بسحر حسنها.» فقاطعتني سائلة: «وأنت؟»
قلت: «أنا؟ كنعان الروح، إني أمثل حثالة جنسي، وأنت تمثلين زبدة جنسك، وصفوته النقية ... أنت وأنا شبيهان بأرييل وكاليبان في رواية العاصفة إن كنت تعرفينها ... هل سمعت بمسكين اسمه شكسبير كان يحلم بحسنك في زمانه ويصوره في رواياته؟»
صفحه نامشخص