قلت: «حتى أشكر الله!»
قالت: «ارفع يديك عني واشكره.»
قلت: «بل أشكره بقبلة.»
فردت وجهها فانتفش شعرها الذهبي الناعم، وعلقت منه خيوط بالشجرة، فصرخت، فلم أكترث لذلك وأهويت عليها باللثمات، فلعنتني وسبتني وتوعدتني أن تغري بي هذا الكلب اللعين، وكنت قد نسيته، فذعرت ولكني تجلدت وتشددت وقلت لنفسي إذا أظهرت الجزع أنفذت وعيدها وطارت الثمرة من يدي.
وقلت: «لو قطعني كلبك هذا لما استطعت أن تفلتي، تعالي! اخرجي!»
وجذبتها فخرجت معي إلى فضاء الله ونظرت إلى الكلب باسما فقد ظفرت عليه وقلت: «ألسنا صديقين يا صاحبي؟ قل لها إني رجل طيب ... تعال يا بيجو! تالله ما أحلى اسمك ... الآن، وما أشد حبي للكلاب ... اليوم!»
قالت: «ألا تحبها؟»
قلت: «وهل فرغنا من حب بني آدم حتى نحب الكلاب؟ بل أحبك أنت!»
قالت: «بهذه السرعة؟»
قلت: «وما داعي أن أبطئ وأتلكأ؟ وما دام الحب مقدورا ولا بد منه فليكن من الآن!»
صفحه نامشخص