بطولة الأورطة السودانية المصرية في حرب المكسيك
بطولة الأورطة السودانية المصرية في حرب المكسيك
ژانرها
شارل جلياردو بك - مؤسس متحف بونابرت بالقاهرة - مع أربعة من ضباط الأورطة السودانية المصرية بالمكسيك من اليمين إلى اليسار: الصف الأول: شارل جلياردو بك، والقائمقام صالح بك حجازي. الصف الثاني: اليوزباشي إدريس نعيم أفندي، والصاغ فرج وني أفندي، والبكباشي عبد الله سالم أفندي.
تمهيد
أساءت حكومة المكسيك معاملة كثير من رعايا فرنسا وإنجلترا وإسبانيا، ونهبت أموالهم على أثر مطالبتهم لها بوفاء ما عليها لهم من الديون؛ فكان ذلك السبب الظاهر لهذه الحرب. ويقال: إن الغرض الذي كان يسره نابليون الثالث في قرارة نفسه ويرمي إليه من وراء هذه الحرب، إنما هو تأسيس حكومة ملكية كاثوليكية في المكسيك؛ ليضمن بذلك وجود التوازن في هذه البلاد مع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد عقدت هذه الحكومات الثلاث النية على استخدام القوة المسلحة للحصول على مطالب رعاياها، ووجهت كل منها حملة إلى المكسيك في سنة 1861م، ولكن لم يلبث الخلاف أن دب بين هذه الدول، فسحبت إنجلترا وإسبانيا جنودهما من المكسيك في أبريل سنة 1862م، وقامت فرنسا وحدها بأعباء هذه الحرب.
وأرض المكسيك تنقسم إلى جبال ووهاد، ووهادها تسمى الأراضي الحارة، وهي واقعة على سواحلها البحرية، ومناخها وبيل تنتشر فيه الحمى الصفراء والدسنتاريا، وإذا أقام به الأوروبيون فتكت بهم هذه الأمراض فتكا ذريعا. أما الزنوج فيمتازون بحصانة طبيعية ضد هذين المرضين؛ ولهذا استخدمت فرنسا فيها عساكر منهم جندتهم لهذه الحرب خاصة من مستعمراتها.
وخطر بفكر نابليون الثالث أن يرجو سعيد باشا - والي مصر في ذلك الحين - أن يمده بألاي من الجنود السودانيين؛ فقبل سعيد باشا رجاءه، غير أنه لم يرسل سوى أورطة مؤلفة من 453 جنديا بين ضباط وصف ضباط وعسكر. وهذه الأورطة مكونة من أربعة بلوكات، وهي من ألاي المشاة التاسع عشر. وقد اشتركت في حرب المكسيك من عام 1863م إلى عام 1867م. وها نحن نبين ما قامت به في هذه السنين من الأعمال المجيدة ...
عام 1863م
في 8 يناير سنة 1863م أقلعت النقالة الفرنسية لاسين
La Seine
بهذه الأورطة من الإسكندرية مارة بطولون حتى وصلت بها إلى فيراكروز، وهي أكبر فرضة في المكسيك في 23 فبراير بعد سفر 47 يوما. وقد مات منها في أثناء السفر سبعة جنود، وكانت بقيادة البكباشي جبر الله محمد أفندي ووكيله اليوزباشي محمد الماس أفندي.
صفحه نامشخص