بستان الواعظين ورياض السامعين

ابن الجوزی d. 597 AH
64

بستان الواعظين ورياض السامعين

بستان الواعظين ورياض السامعين

پژوهشگر

أيمن البحيري

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤١٩ - ١٩٩٨

محل انتشار

لبنان

(تعلمُوا الْعلم فَإِن تعلمه لله خشيَة وَطَلَبه عباده ومدارسته تَسْبِيح والبحث عَنهُ جِهَاد وتعليمه لمن لَا يُعلمهُ صَدَقَة بِهِ يعرف الله ويعبد وَبِه يحمد الله ويوحد) هُوَ إِمَام الْعَمَل وَالْعَمَل تَابعه يرفع الله بِالْعلمِ أَقْوَامًا فيجعلهم للخير قادة وأئمة يقْتَدى بهم وَيَنْتَهِي إِلَى رَأْيهمْ فقد بَين رَسُول الله ﷺ أَن الْعِبَادَة لَا تكون إِلَّا بِالْعلمِ لقَوْله ﷺ (بِهِ يعرف الله ويعبد) ويستوفي ذكر فضل الْعلم فِي قَول الله ﵎ ﴿إِنَّمَا يخْشَى الله من عباده الْعلمَاء﴾ وَالْمَقْصُود فِي هَذَا الْموضع ذكر الصِّرَاط وَالْجَوَاز عَلَيْهِ ١٢٧ - فضل حَملَة الْقُرْآن ذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَن حَملَة الْقُرْآن يحشرون يَوْم الْقِيَامَة على كُثْبَان من مسك أسود وأنوار وُجُوههم تغشى بالأبصار فَإِذا أَتَوا إِلَى الصِّرَاط تلقتهم الْمَلَائِكَة الَّذين وكلوا بحملة الْقُرْآن فتأخذ بِأَيْدِيهِم وتضع التيجان على رؤوسهم وَالْحلَل على أجسامهم وتقرب إِلَيْهِم خيلا من نور الْجنَّة عَلَيْهِ سرج من الْمسك الأذفر والعنبر الْأَشْهب ألجمها من اللُّؤْلُؤ والياقوت يركبونها فتطير بهم على الصِّرَاط وَيجوز فِي شَفَاعَة كل وَاحِد مائَة ألف مِمَّن قد اسْتوْجبَ النَّار ومناد يُنَادي هَؤُلَاءِ أحباب الله هَؤُلَاءِ أَوْلِيَاء الله الَّذين قرءوا كتاب الله وَعمِلُوا بِهِ فَلَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ وهم أهل الله وهم أحباب الله من أحبهم فِي الدُّنْيَا أحبه الله فجاوزا الصِّرَاط وخلفوه بِلَا هول وَلَا هم وَلَا حزن وَلَا غم وَهَذَا إِذا عمِلُوا بِالْقُرْآنِ ووقفوا عِنْد أوامره ونواهيه وَأَحلُّوا حَلَاله وحرموا حرَامه وآمنوا بمحكمه ووقفوا عِنْد متشابهه وسارعوا إِلَيْهِ ﴿أُولَئِكَ حزب الله أَلا إِن حزب الله هم المفلحون﴾ المجادلة ٢٢ ﴿أُولَئِكَ الَّذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ الْأَنْعَام ٩٠ أُولَئِكَ أَوْلِيَاء الله الصالحون أُولَئِكَ الَّذين ﵃ ووفقهم وهداهم وآتاهم تقواهم ١٢٨ - من لم يعْمل بِالْقُرْآنِ وَأما حَامِل الْقُرْآن إِذا لم يعْمل بِهِ فَإِنَّهُ يَأْتِي إِلَى الصِّرَاط فتستقبله الزَّبَانِيَة بمقامع الْحَدِيد وأرازب النَّار وَتسود وُجُوههم على قدر مَا ضيعوا من الْعلم فَمن تعلم علما للتجبر والمباهاة أَو الرِّيَاء أَو السمعة وَلم يرد بِهِ وَجه الله تَعَالَى وَطلب

1 / 73