بستان الواعظين ورياض السامعين
بستان الواعظين ورياض السامعين
پژوهشگر
أيمن البحيري
ناشر
مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤١٩ - ١٩٩٨
محل انتشار
لبنان
لِأَنَّهُ لَيْسَ من جوارح العَبْد أَشد ذَنبا من اللِّسَان لِأَن كلمة يتَكَلَّم بهَا العَبْد أَو الْأمة تكون سَببا لدُخُول النَّار
٩٧ - ترك الْغَيْبَة والنميمة
وَقد كَانَ بعض الْخَائِفِينَ إِذا أصبح أَخذ لوحا ودواة وجعلهما بجواره فَإِذا تكلم كلمة كتبهَا فِي اللَّوْح وَيَقُول لنَفسِهِ هَكَذَا أثبتها عَلَيْك الْملك بِأَمْر الْملك فَإِذا غربت الشَّمْس وَصلى صَلَاة الْمغرب وضع اللَّوْح بَين يَدَيْهِ وَجعل يقْرَأ ويبكي وَيَقُول فِي بكائه ونحيبه وَتَقْرِيره لنَفسِهِ يَا نفس كَأَنِّي بك وَقد سُئِلت عَن هَذَا عِنْد جَوَاز الصِّرَاط يَا نفس تراك بِأَيّ كلمة من هَذِه تدخليني النَّار فَلَا يزَال يبكي حَتَّى لَا يجد بكاء وتفرغ دُمُوعه فيغشى عَلَيْهِ فَإِذا أَفَاق مِمَّا هُوَ فِيهِ أخرج اللَّوْح وَكتب مَا فِيهِ بقرطاس وَهُوَ يَقُول متضرعا يَا الله عفوا ورفقا ولطفا بعبدك
فَلم يزل هَذَا دأبه حَتَّى مَاتَ فَرَآهُ بعض الصَّالِحين فِي الْمَنَام فِي حَالَة حَسَنَة فَسَأَلَهُ عَمَّا لَقِي من الله تَعَالَى فَقَالَ مَا يلقى من الْكَرِيم إِلَّا الْكَرم جعل محاسبتي لنَفْسي فِي الدُّنْيَا بَدَلا عَن الْحساب فِي الْآخِرَة وَجعل دموعي الَّتِي بَكَيْت فِي الدُّنْيَا أَنهَارًا ترويني يَوْم الْعَطش الْأَكْبَر وتفضل الْكَرِيم عَليّ بِدُخُول الْجنَّة وبجواز الصِّرَاط وَمن عَليّ بالفضيلة الْعَظِيمَة والزيارة الْكُبْرَى إِلَى وَجهه الْكَرِيم
٩٨ - كلمة الشَّرّ وعذابها
وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ (إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ فَينزل بهَا فِي النَّار بعد مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب فَإِذا أَرَادَ الله ﵎ بِعَبْدِهِ خيرا أَعَانَهُ على حفظ لِسَانه وشغله بعيوب نَفسه عَن عُيُوب غَيره
قيل مر رجل على رجل فَسلم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الرجل الَّذِي سلم عَلَيْهِ يَا أخي لَو كشفت لَك عَن حَالي مَا سلمت عَليّ فَقَالَ لَهُ الرجل الَّذِي سلم عَلَيْهِ يَا أخي لَو كشفت لي عيوبك لَكَانَ فِي عيوبي مَا يشغلني عَن جَمِيع عيوبك
فَجَلَسَ كل مِنْهُمَا يبكي فِي نَاحيَة حَتَّى بل كل وَاحِد مِنْهُمَا الأَرْض بدموعه ثمَّ تفَرقا
1 / 58