بستان الواعظين ورياض السامعين
بستان الواعظين ورياض السامعين
ویرایشگر
أيمن البحيري
ناشر
مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤١٩ - ١٩٩٨
محل انتشار
لبنان
مُحَمَّد النَّبِي الرؤوف الرَّحِيم أَنه قد هداه إِلَى الصِّرَاط الْمُسْتَقيم وأعاذه من الشَّيْطَان الرَّجِيم وَحفظه الْملك الرَّحْمَن من الشّرك والكفران والعوج والبهتان فَقَالَ لَهُ الديَّان فِي مُحكم الْقُرْآن ﴿قل إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم دينا قيمًا مِلَّة إِبْرَاهِيم حَنِيفا وَمَا كَانَ من الْمُشْركين﴾ الْأَنْعَام ١٦١ فهداه الله ﵎ إِلَى الْحق الْمَعْلُوم وَعلمه مَا لم يكن يعلم من دقائق الْعُلُوم فَأدى رِسَالَة ربه غير مقصر وَلَا مَذْمُوم وَلَا مفرط وَلَا ملوم فَأخْبرنَا الْحَيّ القيوم عَن النَّبِي الصَّادِق المرحوم أَنه قد بلغ كتاب ربه الْمَعْلُوم وَقَالَ لَهُ ﴿فتول عَنْهُم فَمَا أَنْت بملوم﴾ الذاريات ٥٤ وَقد أخبرنَا الْملك الْجَبَّار أَنه أَمر نبيه الْمُخْتَار بتبليغ الرسَالَة ليستنقذ الْمُؤمنِينَ من النَّار فَقَالَ تَعَالَى ﴿يَا أَيهَا الرَّسُول بلغ مَا أنزل إِلَيْك من رَبك﴾ الْمَائِدَة ٦٧ فَأمره تَعَالَى بالتبليغ وَأخْبر عَنهُ أَنه قد بلغ
وَمَا حفظ الْملك القهار لقلوب الْمُؤمنِينَ الْأَبْرَار فَقَوله تَعَالَى ﴿إِن عبَادي لَيْسَ لَك عَلَيْهِم سُلْطَان﴾ الْحجر ٤٢ فَصَارَ الْمُؤمن فِي عصمَة الله ﵎ وَحفظه لما دخل نور الْهدى فِي قلبه
فَهَذَا مثل ضربه الله الْعَزِيز الْحَكِيم المنان المتفضل الْكَرِيم لنَبيه الصَّادِق الْأمين ولكتابه النُّور الْمُبين
ثمَّ قَالَ تَعَالَى ﴿وَيضْرب الله الْأَمْثَال للنَّاس وَالله بِكُل شَيْء عليم﴾ النُّور ٣٥ فَهُوَ تَعَالَى عَالم بِمَا كَانَ وَمَا يكون وَمَا لم يكن وَلَا يكون أَن لَو كَانَ كَيفَ كَانَ يكون
ثمَّ إِن الله ﵎ أثنى على الْمُؤمنِينَ المحافظين على أَدَاء الصَّلَوَات الذَّاكِرِينَ لله فِي الْمَسَاجِد فِي جَمِيع الآناء والأوقات الْخَائِفِينَ من عُقُوبَة رب الْأَرْضين وَالسَّمَوَات فَقَالَ رب الأرباب وَسيد السادات فِي مُحكم الْكتاب ﴿بيُوت أذن الله أَن ترفع وَيذكر فِيهَا اسْمه يسبح لَهُ فِيهَا﴾ النُّور ٣٦ الْآيَة
أَي يذكر فِيهَا جَمِيع مَا أنزل الْمولى من أَسْمَائِهِ الْحسنى وَصِفَاته العلى لَا يذكر فِيهَا زور وَلَا بهتان وَلَا غيبَة وَلَا عصيان وَلَا نميمة على اللِّسَان وَإِنَّمَا جعلهَا الله تَعَالَى للسّنة وَالْقُرْآن وَعبادَة الْملك الديَّان لَا يذكر فِيهَا لَغْو وَلَا تأثيم لِأَنَّهَا إِنَّمَا جعلت لأَدَاء فرض الْعَزِيز الْحَكِيم
٤٢٨ - الْمَسَاجِد لذكر الله
رُوِيَ عَن رَسُول الله ﷺ أَنه قَالَ (إِذا سَمِعْتُمْ الْأَصْوَات قد علت فِي الْمَسَاجِد فِي غير ذكر الله فَلَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ لله فيهم حَاجَة)
وَرُوِيَ عَن رَسُول الله ﷺ أَنه قَالَ (إِذا علت الْأَصْوَات فِي الْمَسَاجِد فِي ذكر
1 / 272