160

بستان الواعظين ورياض السامعين

بستان الواعظين ورياض السامعين

پژوهشگر

أيمن البحيري

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤١٩ - ١٩٩٨

محل انتشار

لبنان

(وَإِلَى مَتى تهوى الَّذِي هُوَ هلكها ... وَإِلَى مَتى لَا تنثني وتعود)
الله الله يَا أَعْرَاض الْمنية وَيَا أَبْوَاب البلية وَيَا معادن الرزية
أفيقوا من هَذَا الوسن قبل أَن تزودوا من أَمْوَالكُم بحنوط وكفن
إِذا تَبرأ مِنْكُم الحبيب وَأنكر معرفتكم الْقَرِيب وَصَارَ كل وَاحِد مِنْكُم كَأَنَّهُ أَجْنَبِي وغريب
وأنشدوا
(الْمَوْت بَاب وكل النَّاس دَاخله ... فليت شعري بعد الْبَاب مَا الدَّار)
(الدَّار دَار نعيم إِن عملت بِمَا ... يرضى الْإِلَه وَإِن خَالَفت فَالنَّار)
٢٨٦ - المثابرة
يَا أخي بِاللَّه عَلَيْك لَو أَتَاك الْحمام وَلَك ملك الدُّنْيَا أما كنت تخْتَار عَيْش يَوْم بِالْجَمِيعِ فبادر مَا دمت فِي فسحة من الْعُمر قبل أَن يضيق عَلَيْك الْأَمر لَو صِيحَ بك اللَّيْلَة أجب الدَّاعِي أما كنت نَادِما على مَا قدمت وباكيا على مَا فرطت وأنشدوا
(الْمَوْت بَحر طامح موجه ... تذْهب فِيهِ حِيلَة السابح)
(يَا نفس إِنِّي قَائِل فاسمعي ... مقَالَة من مُشفق نَاصح)
(مَا يعجب الْإِنْسَان فِي قَبره ... مثل التقي وَالْعَمَل الصَّالح)
فَالله الله عباد الله اسْتَعدوا للْمَوْت فَكَأَنَّهُ قد نزل بكم فأرمل النسوان وأيتم الْولدَان وَفرق الإخوان فوَاللَّه يَا أَيهَا الْإِنْسَان وَإِنَّمَا أَنا وَأَنْتُم ذَلِك الْإِنْسَان لَو لم يكن مَاء وَلَا ظلال وَلَا جَوَاب وَلَا سُؤال وَلَا نعيم وَلَا ثَوَاب وَلَا جحيم وَلَا عِقَاب لَكَانَ فِي الْمَوْت وسكرته والقبر وظلمته واللحد وضغطته مَا يمْنَع الْعَاقِل اللبيب عَن كسب الْخَطَايَا والذنُوب فَكيف وَمن وَرَاء ذَلِك هول مهول وَشرح يطول من الصُّور ونفخته والنشور وروعته والصراط ورقته ومساءلة الله تَعَالَى للْعَبد وتوبيخه
فَمَا يكون جوابك أَيهَا الْمَغْرُور إِذا وقفت بَين يَدي الْعَالم الغفور لذِي يعلم خَائِنَة الْأَعْين وَمَا تخفي الصُّدُور فأظهر لَك قبائحك وَنشر لَك فضائحك وَاسْتشْهدَ عَلَيْك جوارحك فَإِن عَفا عَنْك فَأَنت من الفائزين وَإِن طالبك بِمَا قدمت يداك فَأَنت من الخاسرين
عَفا الله عَنَّا أَجْمَعِينَ وَغفر لنا ذنوبنا فَهُوَ خير الغافرين آمين رب الْعَالمين
وأنشدوا
(من كَانَ يَرْجُو أَن يعِيش فإنني ... أَصبَحت أَرْجُو أَن أَمُوت فأعتقا)

1 / 168