الباب التسعون: في دخول الحمام
(قال الفقيه) رحمه الله: يكره للإنسان أن يتنور وهو جنب روى خالد بن معدان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تنور قبل أن يغتسل جاءته يوم القيامة كل شعرة فتقول سله يا رب لم ضيعني ولم يغسلني)) ويقال: دخول الحمام جائعا يتولد منه اليبوسة في البدن، وإن دخل في حال الامتلاء يخاف منه داء في البطن والديدان في الأمعاء، ويستحب دخول الحمام بعد ما أكل وهضم. وقال ابن المقفع: من دخل الحمام وهو شبعان فأصابه القولنج فلا يلومن إلا نفسه، ومن أكل السمك الطري ودخل الحمام في الساعة فأصابه الفالج والفوسج فلا يلومن إلا نفسهن وإذا أراد الرجل أن يدخل الحمام فلا يدخل بدفعة واحدة في البيت الداخل ولكن يمكث في كل بيت ساعة قليلة ثم يدخل في الآخر وكذا يفعل وقت الخروج، ويكره أن يصب على نفسه ماء باردا أو يشرب ماء باردا بعد ما يخرج فإنه أضر بالبدن. ويقال: دخول الحمام في أيام الصيف أنفع للبدن من أيام الشتاء، ولا ينبغي أن يكون الحمام سخنا جدا في أيام الصيف فإن ذلك يخاف منه الآفة، وإذا خرج من الحمام في أيام الشتاء ينبغي أن يلبس ثوبه أسرع ما أمكنه لكيلا يصيبه برد الهواء فيضره. وينبغي أن يغطي رأسه إذا خرج كيلا يصيبه وجع الرأس، وإذا أراد أن يتنور ينبغي أن لا يجامع قبل التنور بيوم وليلة وكذلك بعده. ويقال إكثار الاغتسال بالماء البارد يسود البشرة ويهيج المرض. ويقال: الغسل في أيام الصيف بالماء البارد، وفي الشتاء بالماء السخن أنفع، وينبغي أن لا يكون حارا جدا ولا باردا جدا.
الباب الحادي والتسعون: في الحجامة
صفحه ۳۷۲