ودوايتها حتّى شتت حبشيّة ... كأنّ عليها سندسا وسدوسا [١]
والناقة إذا كانت حمراء ثم صارت عشراء صارت خلساء بعد أن كانت حمراء. ولذلك قال الشاعر:
حمراء لا حبشيّة الإتمام [٢]
وقد تحمرّ أوبار الإبل جدّا على بعض المراعي. وقال الفزاريّ في صفة إبله:
كأنّما علّت بحنّاء ودم ... من حرص القعيان والهرم الخضم [٣]
وتبيض أوبار الإبل ورءوسها ووجوهها من أكل الحمض. قال عمر ابن لجأ:
شابت ولمّا تدن من ذكائها [٤]
وقال الآخر:
_________
[١] الدواء: الصنعة للتضمير. شتت: دخلت في الشتاء. وفي الأصل: «مشت»، صوابه من المفضليات والحيوان ١: ٣٤٩، واللسان (شتت) حبشية: اخضرت من العشب، ذهبت شعرتها الأولى وسمنت. والسندس: ضرب من الديباح. والسدوس: الطيلسان الأخضر.
ينعت فرسه.
[٢] في الأصل: «حمراء إلا خلسة الأمام»، صوابه من الحيوان ١: ٣٤٩.
[٣] الحرض، بضمتين: الأشنان تغسل به الأيدي بعد الطعام، وهو من نجيل السباخ، أو من الحمض. والقيعان: جمع قاع، وهي الأرض الحرة الطين لا يخالطها رمل. والهرم، بالفتح: ضرب من الحمض فيه ملوحة. وأراد بالخضم الرطب الأخضر، والمعروف فيه «الخضيمة» . وقد ورد الرجز محرفا في الحيوان ٧: ٢٥٥ مع نسبته إلى إبراهيم بن هرمة.
[٤] الذكاء: تمام السن ونهاية الشباب. وهذه هي الرواية الصحيحة. وفي أصل الحيوان ١: ٣٤٩: «من ركابها» صوابه، هنا وفي المعاني الكبير ٦٩٥.
1 / 75