والذي نرجع إليه اتّباع الآثار وما جاء في الأشعار.
وحشفة المختون ربّما برصت من حرّ الموسى [١]، وليس ذلك مما يزداد ويتفشّى.
ويعتري مواضع المحاجم، ويصيب [٢] أشياء من النّبات، كنحو البطّيخ وغير ذلك. وقد رأيت من نزفه الدم من جراح فبرص. وربّما جرى من ذلك على عرق، وهو عندهم مما يعتري الأولاد، ويعدى إلى الصّحيح.
واللّطع ضرب من البرص، وهو يصيب بواطن شفاه الخصيان من الحبشان وربّما كان الحبشىّ منهم ضخما أهدل أدلم ألطع [٣]، فيكون هولا من الأهوال.
وشعر الرأس واللحية يبيضّ عن الهول الشديد، ويبيضّ شعر الحدث [٤] إذا كانت المرّة تقذف بالبلغم إلى ما هناك، ويبيضّ على الأعراق المتقدمة [٥] . ويبيض الشعر من جبهة المرأة إذا طال نتفه. والغالية تشيب الشعر [٦]، وغسل الرأس بالسّدر يرقّه [٧] .
_________
[١] حر الموسى: حرارة حدتها، كما يقال حر السلاح. وفي الحيوان ٧: ٢٦: «ومن أن تكون الموسى حديثة العهد بالإحداد وسقي الماء» وفي ١: ١١٩: «إما لطبع الحديد، وإما لقرب عهده بالإحداد وسقي الماء» .
[٢] في الأصل: «وتصيب» .
[٣] الأهدل: المسترخي الشفة المنقلبها. والأدلم: الآدم، أو الشديد السواد. وانظر الحيوان ١: ١١٩.
[٤] في الأصل: «الشعر الحدث» .
[٥] أي بطريق الوراثة.
[٦] الغالية ضرب من الطيب، وله عدة صنعات، ذكر بعضها داود في تذكرته.
[٧] في تذكرة داود أنه ينقى البشرة وينعمها ويشد الشعر.
1 / 73