يقولون: فرس كريم، وفرس جواد وفرس عتيق، وفرس رائع.
وليست هذه الأشياء الكريمة إلّا للإنسان والفرس.
وأصل البلق إنّما هو في الفرس [١] . والعرب تستعير ذلك وتضعه في مواضع كثيرة. وقال الشاعر، وهو يريد بياض الصبح المخالط بسواد في بقيّة اللّيل:
جبسناهم حتى أضاء لنا [الدّجى] ... من الصّبح مشهور الشّواكل أبلق [٢]
وسمّوا أيضا قصر السّموءل بن عاديا: «الأبلق» . قالوا ذلك حين كان بني بالحجارة البيض والسّود، قال الأعشى:
بالأبلق الفرد من تيماء منزله ... حصن حصين وجار غير غدّار [٣]
وقال السموءل بن عاديا:
وبالأبلق الفرد بيتي به ... وبيت المصير سوى الأبلق [٤]
_________
[١] البلق: سواد وبياض، يكون منه ارتفاع التحجيل إلى الفخدين.
[٢] الشواكل: جمع شاكلة، وهي الخاصرة، وكلمة «الدجى» ليست في الأصل، وأحسبها تتمة الشطر الأول.
[٣] ديوان الأعشى ١٢٧ وحماسة البحترى ٢١٥ واللسان (بلق) وفي اللسان: «غير ختار» . والختار والغدار بمعنى.
[٤] في الأصل: «وبيتا لمصبر»، صوابه ما أثبت من رواية الديوان ٢٦ صنعة نفطويه.
وفي الأغاني ١٩: ٩٨: «وبيت النضير» . والأبلق: حصن مشرف علي تيماء بين الحجاز والشام، على رابية من تراب، قال ياقوت: «فيه آثار أبنية من لبن لا تدل على ما يحكى عنها من العظمة والحصانة، وهو خراب» . ثم قال: «وكان أول من بناه عادياء أبو السموءل اليهودي.
ولذلك قال السموءل:
بنى لي عاديا حصنا حصينا ... وماء كلما شئت استقيت
» وبعد البيت في الديوان:
1 / 56