إبليس بشىء من الصّواب، وإنّما أراد ذمّ الذين كثرت ذنوبهم حتّى طرّقوا على أنفسهم سوء الظنّ، فصار كلّ من ظنّ بهم سوءا يصير ظنّه موافقا للذي يحاولون، والذي هم فاعلون [١] .
فاطلب العلم على تنزيل المراتب، وعلى ترتيب المقدّمات، وليكن لتدبيرك نطاق، فإنّه أمان من الخطأ، وللذي تعتقد رباط؛ فإنّه لا بدّ للبنيان من قواعد.
وليكن أحب العلم إليك أطوعه لله، فإن لم تفعل فأكسبه للحال الجميلة.
والذي لا بدّ للشّريف من معرفته علم الأخبار، ومعرفة علل النحو.
ولولا أنّ الذي أكتبه لك مجانب لطرق الهيثم، وخارج ممّا يشتهيه الرّيض المتكلّف الملول [٢]، وأنّه كتاب جدّ غير هزل، لما كتبته لك. وبالله التوفيق.
قال الهيثم بن عديّ: العرج الأشراف: أبو طالب بن عبد المطّلب، معاذ بن جبل. عبد الله بن جدعان. الحارث بن أبى شمر. الحوفزان بن شريك. عمرو بن الجموح الأنصاري. الرّبيع بن مسعود الكلبي. عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. وذكر القعقاع بن سويد المنقريّ [٣]، وسليمان بن كيسان الكلبيّ. لم يك ذكر غير هؤلاء.
_________
[١] في الأصل: «للذين يحاولون والذين هم فاعلون» .
[٢] الرّيّض: الغلام أول ما يراض ويعنى بأدبه وتطويعه.
[٣] القعقاع بن سويد المنقري: أحد ولاة سجستان في الدولة الأموية. انظر الأغاني ١٠: ١٠٦، ١٠٩.
1 / 34