174

برهان

البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا

ژانرها

قال: حَلَّ الْهِمْيَان وجلس منها مجلس الخاتن (١)، وقال ابن أبي مُلَيْكَة: استلقت له: وحل ثيابه (٢).
وعن مجاهد من طُرق قال: حل سراويله حتى وقع على السرير، ويقال: كيف يجوز أن يوصف يوسف ﷺ بهذا الفعل وهو لله نبي؟ قيل: إن هذا ابتلاء لخطيئة ابتلاه بها، ليكون من الله على وَجَل إِذَا ذَكَرَهَا، فيجد في طاعته اشفاقًا منها، ولا يتكل على سعة عفو الله ورحمته، وقيل: ابتلاه الله بذلك: ليعرفه موقع نعمته بصفحه عنه، وترك عقوبته في الآخرة، وقيل: بل ابتلاه ليجعله قدوة لأهل الذنوب، في رجاء رحمته، وترك الإياس من عفوه (٣)، وكذلك جميع ذنوب الأنبياء التي هي الصغائر، لأنهم لا يرتكبون كبيرة تجري أمورهم في ذلك مجرى يوسف، وقد اختلف في البرهان، فقال: بعضهم نودي بالنهي عن مواقعة الخطيئة (٤)، قال ابن عباس: نودي يا ابن يعقوب أتزني؟ فتكون كالطير وقع ريشه، فذهب ليطير فلا ريش له (٥)، وهو قول ابن أبي مُلَيْكَة وقتادة، وقال ابن عباس أيضا: لما هم

(١) عبد الرزاق، مرجع سابق، ١/ ٣٢١. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٢٢.
(٢) الثوري، مرجع سابق، ١/ ١٤٠ عن ابن جريج به. ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٨٣ .. فائدة: وردت هذه الإسرائيليات المكذوبة التي لا توافق العقل ولا النقل في معنى همِّ يوسف ما ينافي عصمة الأنبياء ﵈ وما يخجل لسان العرب عن النطق به ويأبى القلم أن يسطره، ويتنافى مع شرف الرسالة، وعلينا أن نبين ونذب الشبه التي وقعت منافية لعصمة الأنبياء ﵈ ونقد وبيان الكذب على الله ورسله، وهو من الواجبات على أهل العلم، حتى لا نخدع وتدخل تلك الإسرائيليات المكذوبة إلى عقول عوام الناس، فقد جاءت عشرات الروايات في تفسير الطبري منها ماذكره الإمام الحوفي عفا الله عن الجميع ونقد هذه الإسرائيليات من الجوانب التالية:.نقول إن هذه الآيات بهذا اللفظ العربي المبين لم تنزل على أحد قبل نبينا محمد ﷺ. يوجد في سند هذه الروايات اضطراب فاحش لا يمكن التوفيق بينه لوجود علل منع المحدثون بسببها الكثير من المرويات، لأنه أمارة من إمارات الكذب والاختلاق. إن ما جاء في الروايات الإسرائيلية يتناقض كليًا مع ما جاء في القرآن الكريم، وكيف يوفق بين قوله تعالى: في حق يوسف. اعتراف امرأة العزيز بأنها راودته عن نفسه وأنه من الصادقين. شهادة الشاهد من أهلها ببراءة يوسف. إيثار يوسف ﵇ الصديق العفيف الكريم ابن الكريم السجن على معصية الله تعالى وهذه مظاهر النبوة القائمة على الأخلاق والقيم العليا النبيلة. زهد، أد. عام العبد زهد، الإسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبري لسورة يوسف عرض ونقد، مؤتمر خطر الروايات الواهية على الإسلام المنعقد الثلاثاء-الأربعاء ٧ - ٨ ذو القعدة ١٤٣٢ الموافق ٤ - ٥/ ١٠/٢٠١١ م (غزة: كلية أصول الدين، الجامعة الإسلامية)، ص ١٨.
(٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٣٨.
(٤) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٨٥. الماوردي، مرجع سابق، ٣/ ٢٥.
(٥) عبد الرزاق، مرجع سابق، ١/ ٣٢١. ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٤١.

1 / 174