فإن من كثر كلامه كثر سقطه، ومن أسقط لم يحفظ سر صاحبه # لوصف الأديب بلغ بإذن الله - عز وجل - مراده، وأمن ضرره وفساده؛ فهذه عمدة ما يحتاج إليه في اختيار الرسول، وإن اتفق المرسل مع ذلك أن يكون الرسول مقبول الصورة، حسن الاسم. كان ذلك زائدا في توفيق الله - عز وجل-
وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل الوافد عن اسمه، فإن كان حسنا تفاءل به وأعجبه، وإذا كان مكروها غيره.
وعلى الذي تؤدي إليه الرسالة أن يستمعها، ولا يلوم الرسول إن أغلظ له فيها، فليس على (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لوم لأنه مؤتمن، وإنما اللوم على المرسل إن كان) لوم، فإن أحب أن يقابله بمثل رسالته [فعل] فقد أباحه الله - عز وجل - ذلك بقوله سبحانه: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} فإن أمسك وعفا فالعفو أقرب للتقوى، وأولى بالرأي عند ذوي الحجا.
الجدل والمجادلة:
وأما الجدل والمجادلة، فهما قول يقصد بهما إقامة الحجة فيما اختلف فيه اعتقاد المتجادلين، ويستعمل في المذاهب والديانات، وفي الحقوق والخصومات، وفي التساؤل والاعتذارات؛ ويدخل في الشعر وفي النثر، وهو منقسم قسمين:
وأبداه، وإن لم يكن ذلك مغزاه.
فإن سلم الرسول من هذه العيوب ، وكان مع ذلك أديبا، أو مقاربا # أحدهما محمود، والآخر مذموم:
صفحه ۱۷۶