بناة الاسلام: محمد و خلفایش
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
ژانرها
صلى الله عليه وسلم
في وجوههم وقال: «بل أقول مثل ما قال أخي يوسف عليه السلام: لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم، فاذهبوا فأنتم الطلقاء.»
الله أكبر، إن رسول الله يعفو عن قريش، ولكم آذوه من قبل وعذبوه، بل حاولوا أن يتعاونوا على قتله، ولكنه يعفو عنهم. حقا! إنه لعلى خلق عظيم، ومن غيره كان أحلم الناس وأرحم الناس؟! ومن غيره كان أرغبهم في العفو عند المقدرة؟! حتى لقد أتي في يوم بقلائد من ذهب وفضة قسمها بين أصحابه، فقام رجل من أهل البادية، فقال: يا محمد ... والله لقد أمرك الله أن تعدل، فما أراك تعدل! فقال الرسول: ويحك! فمن يعدل عليك بعدي؟! فلما انصرف الأعرابي قال الرسول: ردوه علي رويدا. ثم أرضاه ولم يسخط عليه ولم ينهه.
ولقد أتت له اليهودية بالشاة المسمومة، وعرفها وأقرت له، قالوا: أفلا قتلتها؟ فقال: لا. ولم ينتقم منها لنفسه. وسحره بعض اليهود، فأطلعه جبريل عليه، فاستخرجه وحل العقد، فوجد لذلك خفة ونشاطا، وما ذكر الرسول ذلك لليهودي ولا أظهره عليه. وكان الرسول يقبض للناس يوم خيبر من فضة من ثوب بلال، فقال رجل: يا رسول الله، اعدل. فقال: ويحك! فمن يعدل إذا لم أعدل؟ فقد خبت إذن وخسرت إن كنت لا أعدل. فقام عمر رضي الله عنه وقال: ألا أضرب عنقه، فإنه منافق؟ فقال الرسول: معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي.
وجاء أعرابي يطلب شيئا، فأعطاه، ثم قال: أحسنت إليك؟ قال: لا، ولا أجملت. وغضب المسلمون وقاموا إليه، فأشار إليهم أن كفوا عنه، ثم قام
صلى الله عليه وسلم
ودخل منزله ، وأرسل إلى الأعرابي وزاده شيئا، ثم قال: أحسنت إليك؟ قال: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا. وقال الرسول لأصحابه: إني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار.
إنه محمد النبي الرحيم بأمته من المؤمنين، فما أراد لهم إلا الخير، وإلا الرحمة من الله، مهما ينله من أذى، حتى لقد كان يقول: «رحمه الله أخي موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر.»
وكيف لا يعفو رسول الله محمد وقد أدبه ربه بالقرآن، فقد ورد عن سعد بن هشام، قال: دخلت عائشة رضي الله عنها، فسألتها عن أخلاق الرسول
صلى الله عليه وسلم ، فقالت: ما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قالت: كان خلق رسول الله
صفحه نامشخص