صنف لايتناكحون (ولا يتناسلون)(1) ولا يموتون إلى منقطع التكليف، وليسوا بذكور ولا إناث وهم الملائكة -عليهم السلام، وصنف ذكور وإناث ويتناكحون ويتناسلون ولا يموتون حتى منقطع(2) التكليف وهم الشياطين -لعنهم الله-، وصنف ذكور واناث يتناكحون ويتناسلون ويموتون كل واحد منهم حين ينقطع أجله وهم بنو آدم والجن)). انتهى والله أعلم.
قلت: قلت : واعلم أني وجدت في هامش (البرهان)(3) بخط السيد العلامة صلاح بن علي المغدفي القاسمي رحمه الله تعالى مالفظه: اعلم أن الملائكة [26-ب] صلوات الله عليهم مكلفون وحقيقة التكليف أن يكون هناك واجب يثقل فعله، وحرام يمنع المكلف نفسه منه سواء كان نكاحا أوغيره مما تشتهيه (الأنفس)(4) فلهم سلام الله عليهم مشتها منعوا منه أنفسهم لا نعلمه، (قلت: وشاق كلفوه)(5). والله أعلم. انتهى.
قلت: قلت : فإذا عرفت جميع هذا الذي سبق في هذه الجملة بعد أن عرفت أن الله سبحانه وتعالى كلف المكلف جميع التكاليف التي كلفه بها وضمن للمكلف الثواب لقيامه بالواجب الشاق فعله، وترك القبيح الشاق تركه، ولم يكن ذلك بمجرد الأمر والنهي -تقدم بيانه- وبعد أن عرفت أيضا أن الله سبحانه وتعالى عدل حكيم، رؤوف رحيم، عرفت أن جميع ذلك حسن لأنه من جنس ما يدخل تحت طوق المكلفين، لأنه سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يحملها إلا طاقتها لأن تكليف ما لا يطاق ظلم والظلم [25أ-أ] قبيح والله -سبحانه وتعالى- منزه عن كل قبيح وموضع تحقيق هذا علم الكلام.
قال المنصور بالله -عليه السلام- في أثناء (الشافي) ما لفظه: حد الظلم في صحيح العبارة أنه الضرر الذي ليس فيه نفع للمضرور أعظم منه ولا دفع ضرر أعظم منه ولا استحقاق بسبب متقدم من جهته.
قال -عليه السلام: ولا الظن للنفع والدفع.
صفحه ۸۰