قال المنصور بالله -عليه السلام- بعد النصف من الجزء الثاني من (الشافي) بعد أن أسند -عليه السلام- مذاهب العترة منه إلى أمير المؤمنين، ثم إلى سيد المرسلين من طريق آبائه المكرمين صلوات الله عليهم أجمعين فقال مالفظه: المتأخر من صالحي أهل البيت -عليهم السلام- لم يخالف الأول ولا يخالفه(1) إلى انقطاع التكليف بشهادة الصادق المصدوق، وقد رأيت(2) الإسناد الذي حققنا لك -يعني لفقيه الخارقة الذي توجه لجواب (الشافي) عليه- ذلك الإسناد عن الطاهرين النابتين(3) في حجور الطاهرات؛ لأنا نعرفهم جملة وتفصيلا، وتفصيل أقوالهم ومبلغ أعمارهم، وعلل موتاهم، وأسباب قتلاهم، ومواضع قبورهم وأوليائهم وأعدائهم [17-ب] في كل وقت إلى يومنا هذا، ثم قال -عليه السلام-: والمفرق بين الأئمة الهادين كالمفرق بين النبيين ومثل مقالة (الفقيه) قالت اليهود والنصارى؛ لأنهم قالوا: نتبع من سبق من الأنبياء وتقدم دون من تأخر، فلم يغن عنهم شيئا من عذاب الله -عز وجل- لأنها ذرية بعضها من بعض ولم تخالفها أولادها من علي -عليه السلام- إلينا ولا اختلفت في ذات بينها، بل آخرها يشهد (4) لأولها بوجوب الإتباع والطهارة، وأولها يوصي بوجوب(5) اتباع آخرها. ثم قال -عليه السلام-: وشيعتها في جميع الأحوال باذلة لأرواحها بين أيديها، ومنابذة بألسنتها عنها، ومشركة لأهل بيت [16أ-أ] نبيها في أمواله(6). انتهى كلامه -عليه السلام- في هذا الموضع.
[قلت: فعرف حينئذ أن صفوة الشيعة من زمرة أهل البيت -عليهم السلام- وعلى أصولهم -عليهم السلام-](7).
صفحه ۵۷