وأما الثاني: فقد دل على وجوب الاعتصام بهم عند طوفان المهلكات وموبقات المزلات، كما أن السفينة تنجي من اعتصم بها من الموجات المتلاطمات.
وأما الثالث: فمن سلك نفسه في نظام جماعاتهم وأتم بإمامتهم غفرت له خطيئته [12ب-أ] ببركتهم ووفق لتوبته، وحصلت (1) له ألطاف تسهل عليه أداء طاعاته، وأشياء خفية تباعده عن زلاته، ويزيده الله من الفضل الجليل كما غفر ووفق ولاطف وسهل وزاد لمن دخل باب حطة من بني إسرائيل؛ وإذا لم يفد التشبيه في جميعها ما ذكرنا كان من الحكيم [عبثا](2) وهو {وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى}[ ].
وأما الرابع والخامس: فظاهرهما على المقصود جلي، ودلالتهما على المراد غير خفي.
وأما السادس: فقد دل على استخلافهم -سلام الله عليهم- هم والكتاب على العالمين أو (تركت)(3) على اختلاف الروايتين؛ فمن لم يتمسك بهما فهو من الضالين، وقد رغب عن خليفتي (4) الرسول الأمين، وتركة سيد المرسلين، ومن رغب عنهما فهو من الضالين.
قلت: قلت : ولايتم التمسك بالكتاب المبين إلا مع التمسك بأولئك الهادين والعكس [أيضا](5) بدلالة المقاربة ولأنهم للكتاب حفظة وخزنة فصح -بحمد الله- ما قلنا، واتضح ماعليه دللنا {وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}[ ].
صفحه ۵۰