عن ابن وهب حدثنا مالك أنه دخل يوما على عبد الله بن يزيد بن هرمز فذكر قصة ثم قال: وكان يعني ابن هرمز - بصيرا بالكلام؛ وكان يرد على أهل الأهواء؛ وكان من أعلم الناس بما اختلفوا فيه من هذه الأهواء. (1/96) الأول من شعب الإيمان
وهو باب في الإيمان بالله عز وجل
فصل في معرفة الله عز وجل ومعرفة صفاته وأسمائه
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ [هو الحاكم] قال: سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل وسئل عن قوله تعالى تبارك فقال ارتفع وعلا. (1/126)
فصل في الإشارة إلى أطراف الأدلة في معرفة الله عز وجل وفي حدث العالم
عن محمد بن يوسف الدقيقي قال: وجدت في كتابي للشافعي رحمه الله:
فيا عجبا كيف يعصى الاله
أم كيف يجحده جاحد
ولله في كل تحريكة
وتسكينة أبدا شاهد
[و]في كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
ويقال: إن هذه الأبيات لأبي العتاهية. (1/130)
عن أبي العتاهية إسماعيل بن القاسم أنه جاء إلى دكان سقيفة الوراق فجلس وتحدث ثم ضرب بيده إلى دفتر فكتب في ظهره:
فيا عجبا كيف يعصى الاله
أم كيف يجحده جاحد
ولله في كل تحريكة
وتسكينة أبدا شاهد
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
ثم ألقاه ونهض فلما كان من الغد أو بعد ذلك جاء أبو نواس فجلس وتحدث وضرب بيده إلى ذلك الدفتر فقال: أحسن قاتله الله والله لوددته لي بجميع ما قلته! لمن هي؟ قلنا: لأبي العتاهية فقال: هو أحق به؛ ثم أخذ أبو نواس الدفتر فكتب:
سبحان من خلق الخلق
من ضعيف مهين
يسوقه من قرار
إلى قرار مكين
يحوز(1) شيئا فشيئا
في الحجب دون العيون
حتى بدت حركات
مخلوقة من سكون
فلما عاد أبو العتاهية نظر فيه فقال: أحسن قاتله الله! والله لوددت أنها لي بجميع ما قلت وما أقول؛ لمن هي؟ فقلنا لأبي نواس؛ فقال: الشيطان؟! ثم كتب أبو العتاهية:
فإن أك حالكا فالمسك أحوى
وما لسواد جلدي من بقاء
ولكني عن الفحشاء ناء
كبعد الأرض عن جو السماء
(1/131)
صفحه ۳۰