ثم طفق يتعصب ويتهرب من الإذعان للحق معانده لأسياده أهل البيت عليهم السلام وموالي نعمته ، والرجل لا يبالي في إقامة المعوج وإن تناقض في أقوله وتلجلج . ولذا تراه تارة يحتج بما ورد في كتب أهل البيت في نصرة رأيه كما ذكر في مسألة جلد الميتة حيث قال في الجزء الأول من نيل الأوطار ص62 في سياق طهور جلد الميتة بالدباغ من عدمه ما لفظه :
وأما على مذهب من يجعل العالم المتأخر ناسخا فمع كونه مذهبا مرجوحا لا نسلم تأخر العالم هذا لما ثبت في أصول الأحكام والتجريد من كتب أهل البيت أن عليا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تنتفع من الميتة باهاب ولا عصب . فلما كان من الغد خرجت فإذا نحن بسلحة مطروحة على الطريق فقال : ما كان على أهل هذه لو انتفعوا بأهابها ؟ فقلت : يا رسول الله ؛ أين قولك بالأمس ؟! فقال : ما ينتفع منها بالشيء ..إلخ .
فأنت ترى احتجاجه بما في كتابين فقط من كتب أهل البيت واعتماده لمروياتهم وكيف نكص على عقبيه في إثبات (حي على خير العمل) والأذان مع إقراره واعترافه بثبوت روايتها في جميع كتب أهل البيت المطهرين ، فنعوذ بالله من الخذلان ، واتباع الهوى ، والتعصب لغير الحق .
وقد نقلت لك من كتابه نيل الأوطار طبعة أولى سنة: 1357 ، المطبعة العثمانية بالمصرية ، التزام عثمان خليفة ، وأنت إذا حكمت العقل والمنطق لاح لك الحق والصواب ، والماء والسراب ، واستبان لك أن الشوكاني لا يقف عند حد ولا يعول على الميل وإن طال الضجج والتهويل [21] .
الحاكم النيسابوري (صاحب المستدرك)
قال الحافظ بن زاهد الكوثري في تقريظه لكتاب مجموع الإمام زيد بن علي وشرحه الروض النضير جزء أول صفح37 : أن الحاكم روى الأذان ب(حي على خير العمل) عن عدد من الصحابة والتابعين ..إلخ .
والكوثري بمحل من الاطلاع وطول الباع في معرفة أقوال العلماء ، ولا يشك في نقله من عرف مؤلفاته وتاريخ حياته وبحوثه ورسائله .
صفحه ۲۸