260

البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة

البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة

ناشر

دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى ١٤٢١هـ

سال انتشار

٢٠٠٠م

فقال لي بصوت خفي: إنه إسحاق، وفر غير متثبت، حتى رجع إلى مجلس إسحاق، فراعني ذلك، فلما مثلت بين يديه قال: كيف يقال: "وهذا المال مالا" أو "هذا المال مال"؟ فعلمت ما أراد ميمون، فقال له: الوجه مال، ويجوز مالا، فأقبل إسحاق على ميمون بغلطه وفظاظه١ ثم قال لي: الزم الوجه في كتبك، ودعنا من يجوز ويجوز، ورمى بكتاب كان في يده، فسألت، فإذا ميمون قد كتب إلى المأمون كتابا عن إسحاق وهو بالروم، وكتب فيه: "وهذا المال مالا"، فوقع المأمون بخطه بحاشية الموضع: تكاتبني باللحن٢؟ فقامت على إسحاق، فكان ميمون بعد ذلك يقول: ما أدرى كيف كيف أشكر ابن قادم، أبقي على روحي ونعمتي.
"قال ثعلب"٣: كان هذا مقدار العلم، وعلى حسب ذلك كانت الرغبة والهمة. وحسبنا الله٤.
٣٥٢- محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري٥.
النحوي على مذهب الكوفيين. الإمام المشهور، العلم المنشور. كان أحفظ زمانه، يقال: إنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا بإسنادها. وعن أبي علي البغدادي قال: كان أبو بكر الأنباري يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شواهد في القرآن، وكان من الصالحين.
وله التصانيف المفيدة في النحو واللغة وأمال، منها: كتاب الزاهر في اللغة

١ في "أ": "يغلطه ويطاله".
٢ في "أ": "يكاتبني بالجر" تصحيف.
٣ زيادة من إنباه الرواة.
٤ وروى القفطي في إنباه الرواة والسيوطي في بغية الوعاة حادثة أخرى دعاه على أثرها الخليفة المعتز، فودع عياله ولم يعد. وكان ذلك سنة ٢٥١.
٥ ترجمته في الفهرست ١/ ٧٥ وطبقات القراء ١/ ٣٣٠ وطبقات الزبيدي ص١١١ ووفيات الأعيان ١/ ٥٠٢ وإنباه الرواة ٣/ ٢٠١ والمزهر ٢/ ٤٦٦ وبغية الوعاة ١/ ٢١٢ وطبقات ابن قاضي شهبة ص١٠٣ والأعلام ٧/ ٢٢٦ ومعجم المؤلفين ١١/ ١٤٣، وكنيته أبو بكر.

1 / 282