بغية المرتاد

ابن تیمیه d. 728 AH
168

بغية المرتاد

بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية

پژوهشگر

موسى الدويش

ناشر

مكتية العلوم والحكم،المدينة المنورة

شماره نسخه

الثالثة

سال انتشار

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

يكذب ويجب إجلال منصب النبوة عن هذه الرذيلة ففي الصدق وإصلاح الخلق به مندوحة عن الكذب وهذه أول درجات الزندقة وهي رتبة بين الاعتزال وبين الزندقة المطلقة فإن المعتزلة تقرب مناهجهم من مناهج الفلاسفة إلا في هذا الأمر الواحد وهو من المعتزلي لا يجوز الكذب على رسول الله بمثل هذا العذر بل يؤول الظاهر مهما ظهر له بالبرهان خلافه والفلسفي لا تقتصر مجاوزته للظواهر على ما يقبل التأويل على قرب أو على بعد. وأما الزندقة المطلقة فهو أن ينكر أصل المعاد عقليا وحسيا وينكر الصانع للعالم أصلا ورأسا. وأما إثبات المعاد بنوع عقلي مع نفي الآلام واللذات الحسية وإثبات الصانع مع نفي علمه بتفاصيل الأمور فهي زندقة مقيدة بنوع اعتراف بصدق الأنبياء وظاهر ظني والعلم عند الله أن هؤلاء هم المرادون بقوله ﷺ: "ستفترق أمتي نيفا وسبعين فرقة كلهم في الجنة إلا الزنادقة"

1 / 336