بوسای فی عصور اسلام

محمود کامل فرید d. 1450 AH
41

بوسای فی عصور اسلام

البؤساء في عصور الإسلام

ژانرها

ابن بسطام

هو يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام أبو زكريا الخطيب التبريزي الشيباني، إمام اللغة والنحو، تخرج عليه خلق كثير، وهو الذي شرح الحماسة وديوان المتنبي والمعلقات وغير ذلك، وكان فقير الحال جدا لا يملك ما يقتات به إلا من وجوه الأعيان. «روي عنه» أنه من شدة ملازمة البؤس له تحصل على نسخة من التهذيب في اللغة للأزهري في عدة مجلدات لطاف، فأراد تحقيق ما فيها على عالم من أئمة اللغة، فدلوه على أبي العلاء المعري، فوضع الكتاب في مخلاة وحمله على ظهره من تبريز إلى المعرة، ولم يكن معه ما يستأجر به دابة تحمله. فسار على قدميه يقطع مهاد الأرض، وكان الفصل صيفا والحر شديدا؛ فصهرته الشمس بحرارتها وهو في وقت الهاجرة، فرشح جسمه بالعرق، ونفذ العرق من ظهره إلى المخلاة ووصل إلى نسخ الكتاب؛ فبللها وأثر فيها تأثيرا كثيرا، حتى محا كتابة بعضها.

فاغتم لذلك غما شديدا حتى أثر فيه الحزن؛ فمات فجأة في شهر جمادى الآخرة سنة «502 هجرية». ومن محاسن شعره:

فمن يسأم من الأسفار يوما

فإني قد سئمت من المقام

أقمنا بالعراق على رجال

لئام ينتمون إلى لئام

الأبيوردي «الأبيوردي» هو أبو مظفر محمد بن العباس، ينتهي نسبه إلى معاوية الأصفر بن عنبسة بن الأشرف القرشي الأموي الشاعر المشهور. كان من الأدباء المشهورين، راوية نسابة، وله ديوان شعر جيد، وتصانيف كثيرة منها؛ «تاريخ أبيورد»، وكتاب «ما اختلف وائتلف في أنساب العرب». وله في اللغة مصنفات كثيرة لم يسبق إليها، وكان حسن الاعتقاد، نظيف الثوب دائما، إلا أنه شديد الفاقة جدا. «قيل» إنه مكث سنتين لا يقدر على شراء جبة يلبسها في الشتاء، وكان إذا سأله أحد معارفه عن لبس جبة تقيه شدة البرد يقول: بي علة تمنعني لبس المحشو. وكان يقصد بذلك الإيهام والتورية، «ومعنى العلة هنا» علة الفقر.

توفي في عصر يوم الخميس خامس وعشرين ربيع الأول «سنة 577 هجرية». ومن محاسن شعره:

لك ما يروقه الغمام الهاطل

صفحه نامشخص