بوسای فی عصور اسلام
البؤساء في عصور الإسلام
ژانرها
سيبويه
هو أبو بشر عمر بن عثمان بن قنبر البصري، الحجة في علم النحو والعلم، وإمام النحاة قاطبة، ويعتبر سيبويه من العلماء الأعلام، بل هو طود اللغة العربية، ولسانها الناطق، وقلبها الخفاق، علم من الأعلام الخفاقة بالعلوم والمعارف، سطعت أنوار عرفانه على الشرق أجمع، وبعض بلاد الغرب، وإن شئت فقل: إن ذكره سار مع الركبان، وضربت بمتانته الأمثال. وكان على هذا النبوغ العظيم، والشهرة الواسعة التي طبقت الآفاق، وصيته البعيد في العلم والأدب، ورسوخه في علم الاجتماع، بل هو أعلم علماء العصر، وأفضل فضلاء الدهر؛ أدهش الثقاة بعلمه. وشرح النحاة كتابه؛ فانغمروا في لجج بحره، وتاهوا في تيار علمه، وانبهروا من لآلئ جواهره.
كان رحمه الله فقيرا معدما. «قيل» إنه لما قدم بغداد ناظر الكسائي وأصحابه؛ ففاز عليهم وفاقهم، ثم سأل عمن يرغب من الملوك في النحو، فدلوه على طلحة بن طاهر؛ فشخص إلى خراسان عساه ينال شيئا من كرمه، فصادفه سوء طالعه بعد أن قطع القفار، واخترق الوهاد، وجاب الوديان، وكأنما أثر التعب على صحته، وأضناه كثرة السير فشعر بحمى عنيفة.
فلما انتهى إلى ساوة مرض مرضا شديدا، ومات «سنة 180 هجرية» محروما بائسا فقيرا رحمة الله عليه.
ابن النحاس
هو بهاء الدين محمد بن إبراهيم بن محمد الإمام العلامة، كان من أذكياء بني آدم، وله خبرة بالمنطق، وإقليدس مشهور بالدين والصدق مع إطراء التكلف والتجمل وصغر العمامة، فيه ظرف النحاة وانبساطهم ، وكان يحدث في تعليمه وخطابه بلغة عامة الحلسين، ولا يتهوج في أقواله، ولم يتزوج لضيق حاله. توفي فقيرا بائسا سنة «618 هجرية». ومن محاسن شعره:
كحل بعينك أم ضرب من الكحل
ورد بخديك أم صبغ من الخجل
قضيب بان إذا ما ماس ميله
دعص من الرمل أم ضرب من الرمل
صفحه نامشخص