فيصير شاعرا، «وقد كنت جالسا في تيرغارتن على مقعدنا أمام حوض الإوز، وتغدو فراخ الإوز التي كانت غير ناقفة
24
في الجزيرة الصغيرة، نامية رمادية فتعود هناك وهنالك بين البط القذر. وأصبح ورق الجرمشق
25
الجميل الطويل أسمر ضاربا إلى حمرة. ويستر الطرق أوراق صفر ذات خفخفة
26
بعد سقوطها من الزيزفون والحور وما إلى ذلك من الشجر. وتذكرني نزهتي كثيرا بكنيبهوف وبما يقع فيها من صيد الدجاج البري ومن القنص بالأشراك، وكل شيء أخضر غض كما كان عليه أيام كنا معا هنالك يا عزيزتي»، وهذه التصرفات تثير فيه ببساطة ومن غير سفسطة حنانا حقيقيا إلى الحياة المحدثة، وهو إذا كتب إليها حول موضوع بيع الحطب فلكي يقول لها بلهجته العجيبة: «والآن تركت حطبنا القليل حيث هو فعدت لا أطيق قطعه.» أو إنه يذهب إلى الصيد فلا يلبث أن يرى نفسه عاجزا عن شد زند البندقية ؛ «لأنني لا أستطيع أن أرى سوى الأمهات والأطفال.»
ويضطرب الموج في أعماق نفس لا تحتاج إلى عقيدة، وتبصر اتصال مراهقته الوثيق بشبابه، وذلك هو تيار الخليج الذي يفيض من فؤاد بسمارك عند زيارته مصادفة، مدرسته الأولى (التي غادرها في السنة العاشرة من عمره)، وحين قام فيه أسف لطيف مقام ارتيابه المعهود، «فيا لصغر هذه الحديقة التي كنت أعدها كل العالم! فأين المدى الواسع الذي كنت أركض فيه لاهثا؟ وأين بستاني الصغير وما فيه من الجرجير؟ وأين الأمكنة التي قامت عليها قصور الهواء الخربة اليوم؟ وأين ضباب الجبال الأزرق الذي كان يبدو خارج السياج ذي الأوتاد؟ وما أكثر ما اجتذبني العيش والعالم! لقد بدت الدنيا الملونة لي، عند وجودي في الحديقة، وفق ما كان لدي من أفكار حول غابها وحصونها وما كان ينتظرني من الحوادث، ومن المحتمل أن كنت أبكي لو لم أناد بصوت عادي. وهنالك ذكرت أن تلك الحديقة لا تزيد على بقعة صغيرة في ولهلمستراس وأنه لا شيء يقف النظر خارج سياجها الخشبي. وأن مساحة دورنبرغ في كنيبهوف ستة عشر فدانا، وأنه كان لنا عمل مع القائد غرلاخ».
الفصل الرابع عشر
كانت الوحدة الألمانية قد أقفل عليها في صندوق الاتحاد بفرانكفورت تحت حماية مترنيخ، بيد أن اللهب الأكبر الذي كان جميع محبي الوطن من الألمان يتدفأ به منذ حرب الإنقاذ لا يزال يومض
صفحه نامشخص