8
الحاملين أوسمة وأوشحة ... ثم تأتي بي الخادمة إلى ركن فتعطيني مقدارا من الخبياري
9
والمعجونات وما إلى ذلك من الأطعمة التي تضعها جانبا فتؤذي معدتي، وما أكثر ما يسرقه أولئك الخدم! ... ولم يتفق لي من التربية ما هو لائق ... وكانت أمي ولوعا بالزيارات فلم تبال بنا إلا قليلا ... وتبصر، على العموم، تعاقب جيلين: أحدهما مخبوط والآخر غير مخبوط، وهذا ما هو واقع في أسرتي على الأقل، وأعدني من الجيل المخبوط.»
ويقضي أوتو ما بين السنة الثانية عشرة والسنة السابعة عشرة من عمره في مدرسة غراو كلوستر، فيرى هنالك ما تلقنه الطبقة الوسطى من حقد شديد على طبقة الأشراف فيغدو زهوه الأريستوقراطي أبعد غورا، والآن يعيش أوتو في منزل أبويه ببرلين بين طيش أمه في الشتاء واشتراك أبيه في ذلك عن حلم، فإذا حل فصل الصيف أصبح في المنزل وحيدا مع أخيه الذي هو أكبر منه بخمس سنين والذي «يتورط، وهو طالب حينئذ، في الحياة الجسدية» وإذا عدوت أخاه هذا لم تجد له رفيقا في المنزل غير معلم وخادم، فتراه إذن عاطلا من المرشد الخلقي، موكولا إلى نفسه في سنيه الحرجة، وإذا عدوت أباه لم تجد أمامه، بين السنة السابعة والسنة السابعة عشرة من عمره، من يصلح أن يكون قدوة له أو من يحبه. وهل ترى ما يدعو إلى العجب بعد أن تعلم أنه صار خالع العذار قبل الأوان؟
ويروي الابن أن الأب «لم يكن نصرانيا» وكانت الأم ضربا من الاتصالية،
10
ولم يواظب أي واحد منهما على الذهاب إلى الكنيسة، وقد تلقى أبناؤها أفكار شليرماشر النقاد الذي عرف الصلاة بأنها مرحلة إلى السحر فلم يوص بها إلا لتأثيرها المطهر. ومما ذكره أوتو أن أمه كانت تتعصب لسويدنبرغ ولنبوءة بريفورست ولنظريات مسمر «فيعارض هذا ما تتصف به نفسه من وضوح فاتر» وتعتقد أمه أنها ملهمة، وترى - مع ذلك - أن بعلها فرديناند وحده هو الذي لا يستطيع أن تحتال عليه في ذلك، وإن كانت تنظر إليه من عل؛ لما يلازمه من أغاليط نحوية، وزوجها هذا قال لصديق له - بما عرف عنه من تهكم: «إنها لم تسطع بإلهامها أن تبصر ما يعتور ثمن الصوف من نزول في آخر السوق أكثر مما في أولها.»
ومن الطبيعي أن يكون الأب - خلافا للأم - راضيا عن أولاده على الدوام.
الأب: «ترونني فخورا دوما بأخباركم، وقد كان آل بولوف عندنا في الأمس فأطلعتهم عليها فشعرت بسرور حقيقي حينما سمعتهم يثنون عليكم.»
صفحه نامشخص