بسمارك: حياة مكافح

کادیل زکیتر d. 1377 AH
170

بسمارك: حياة مكافح

بسمارك: حياة مكافح

ژانرها

أونروه :

وماذا يحدث إذا ما نكسنا؟

بسمارك :

هنالك يتنزل الملك عن العرش.

وتدل هذه الأجوبة التي نطق بها كالبركان على اندفاع السباح الذي كاد يغرق في الماء، والذي يهم الآن هو الوصول إلى أقصى شاطئ، وفي هذا سر اقتضاب عباراته، ويسلم الملك ثلاث مرات في نصف الساعة تلك، ويعلم بسمارك جيدا أن أونروه سيقص ذلك على زملائه في الصباح، ويعرف بسمارك مصيره عند الهزيمة، وتنزل الملك عن العرش، فلما كلمه ولي العهد عن احتمال الانكسار جاوبه عن ذلك بصولة: «وماذا يهمني شنقي إذا ما ربط الجلاد بالحبل عرشكم بألمانية الحديثة ربطا وثيقا؟»

وبعد ثلاثة أيام من الانطلاق يقف بسمارك مع الملك على ذروة تل قريب من كونيغراتز،

4

والذي يهز نفوس الأعقاب من حديث هذه المعركة هو قصة مصير القائد المقهور بنديدك الذي أجرى عليه الإمبراطور فرنسوا جوزيف، بارد الدم، شيئا لا مثيل له في تاريخ الشرف الإنساني، وتميل كفة الحرب إلى بروسية بوصول الفيالق التي يقودها ولي العهد في الوقت المناسب، ويروى المتفنن كودل: «أن بسمارك كان راكبا جوادا كميتا

5

ضخما، وكان لابسا معطفا رماديا، وكانت عيناه تلمعان من تحت خوذته الفولاذية، وكان ذا منظر عجيب يذكرنا بقصص عمالقة الشمال القدماء التي قرأتها في طفولتي.» غير أن هذا البطل الأسطوري لم يلبث أن زال، فيظهر من تحت معطفه رجل ذو مشاعر بشرية، وذلك حين يقول بسمارك لكودل بصوت خافت وبين الجثث المحطمة: «إن مما يجعلني أشعر بالمرض إمكان وقوع هربرت صريعا هنا ذات حين أيضا.»

صفحه نامشخص