کتاب البساط
كتاب البساط
ژانرها
وقد بين سبحانه بنص كتابه الإنكار والذم على من قال بمثل قول المجبرة ولمن ذهب مذهبهم ، فقال جل ذكره?وقال الذين أشركوا لو شاء الله ماعبدنا من دونه من شيء نحن ولاآباؤنا ولاحرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين? وقال سبحانه : ?سيقول الذين أشركوا لوشاء الله ماأشركنا ولاآباؤنا ولاحرمنا من شيئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين? فسبحان الله ماأبين حجته على القدرية المجبرة وأوضحها قالوا لوشاء الله ماعصيناه فقال سبحانه: لو شئت أن أبلوكم على الهداية لكنت قادرا على ذلك ، ولكن شئت أن أبلوكم أيكم أحسن عملا ، وأختبر طاعتكم ، بعد أن أعطيتكم الإستطاعة علء ماكلفتكم ونهيتكم عنه، فلي الحجة البالغة ولرسلي مابلغوكم عني من البلاغ المبين والحمد لله رب العالمين ، فقالت المجبرة كما قال إخوانهم المشركون لوشاء لله ماعصيناه ولكنه شاء أن يكفر وأن نعصيه و?ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار? وكل ماكان في القرآن من مثل قوله سبحانه:?لوشئنا لآتنيا كل نفس هداها ? الآية وهو كثير ، فإنما ذلك إخبار منه لعباده بقدرته على إجبارهم لو شاء ذلك ، ولكنه شاء اختبارهم وبلواهم بعد تمكينهم من أمره ونهيه فقال:? الذي خلق الموت والحياة ليلوكم أيكم أحسن عملا? قال: ?ذلك ولوشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض? فأعلم أنه لم يشأ أن يجبرهم ، وأنه إنما شاء بلواهم واختبارهم.
صفحه ۸۴