خالد :
ما أليق هذا الكلام بك أيها الأمير! وما ذنب مثلي حتى أبيع حياتي من أجل امرأة لغيري؟! لقد والله حسبت ابن رائق عادانا، فاستنفرنا إخشيدنا لنصرته، فهببت إليه من دياري. وجئت معك أدافع عن بلادي وأميري!
ظافر :
هو كذلك يا خالد، إن ابن رائق سير الجيوش من دمشق منذ أيام قلائل، ولعلنا نلتقي بهم بكرة الغد أو ضحاه.
خالد :
إذن فلأبق، ولكني لا أحارب إلى جانبك.
ظافر :
ويحك يا خالد، ماذا أصابك؟!
خالد :
لقد سئمت حديث الحروب، لا عن جبانة ولا ارتياع، ولكن مقتا لدواعيها، فقد رأيت أكثرها يشن من أجل امرأة تطمع فيها، أو لقمة سائغة تشتهيها وأنت في غنى عنها. ولو أن مثيري هذه الحروب رشدوا وقنعوا من الأمر بما بين اليدين ومسرح العينين لنالوا خيرا من تلك المرأة، وساغوا أهنأ من تلك اللقمة. لذلك آليت على نفسي أن لا أحارب حتى أتبين الحقيقة. فإن كان للدفاع عن نفسي من أذى الباغين فيها، وإلا كنت أول القاعدين.
صفحه نامشخص