عزيز علي موتك أيها الأمير، لقد وقفت ترقب النيل ونفسك أبر منه جودا، وتلمح زهر السماء ومحياك أشرق منها نورا. أفق أيها الراقد الكريم وانظر من تبكي شبابك وتندب رواءك، أخت ليس كمثلها أخت، وأم ليس كمثلها أم، إنما النفس شقيقة نفس لا تزال تحن إليها حتى تلتقي بها، وقد وجدت صنوي فيك أيها الأمير. والله لو يطيق هذا الصدر أن يكون لك لحدا لقنع من دنياه بذلك وضن بك حتى تستحيل إلي وأستحيل إليك، لقد طالما التمست عيني مثلك يملأ نفسي أنسا ويفعم قلبي نعمي حتى هديت إليك، ولكن ميتا ... ميتا، لا يطول بقربك اغتباطي ولا تدوم بجوارك هناءتي، فالوداع أيها الأمير ... (تقبله؛ فيتنبه مزاحم ويشرع جفنيه) ... يا الله!
مزاحم :
الحمد لله الذي وهبني أختا!
نجلاء :
الحمد لله الذي ردك إلينا وشاء لنا الطمأنينة بعد الأسى.
مزاحم : ... شكرا لك يا سيدتي، أكنت تبكين! شكرا لك شكرا.
نجلاء :
كنت أندب شبابك أيها الأمير.
مزاحم :
من ذا خبرك أني أمير؟
صفحه نامشخص