Le Noir ، ولا شك أن غيرتنا على خدمتك وأذواقنا التي ركبت على اشتهاء الفيران، كانت قمينة أن تؤلف منا طوائف للصيد في مسكنك لو لم نكن منفيين منها بالخوف من أولئك الأعداء الذين تبيحين لهم السيطرة عليها، فلا يلومننا أحد بعد الآن على التلف الذي يحيق بدارك من غارة الفيران، ونحن على ما نحن عليه مجردون من كل وسيلة لقمعها وإقصائها.
وا أسفاه! لقد ذهب ذلك الزمان، ذهب ذلك الزمان الذي كان ذلك القط الفاخر بومبون
يسيطر على هذه الأماكن جميعا، وينام في حجرك، ويضطجع على وسادتك، وكان ذلك الكلب زميرا الذي يسعى اليوم سعيه لإسقاطنا يتزلف إلى ذلك المجدود الذي يحتل الآن مكانه. لقد كنا يومئذ نجوس خلال الدار وأذنابنا مرفوعة في الهواء، وكان المرحوم بومبون ينزل أحيانا إلى مشاركتنا في قسمة الأرانب التي كان صاحب الجلالة يبعث بها إلينا عقب عودته من رحلات الصيد، وكنا في ظل تلك الحظوة الفاخرة نسعد بالأمن والسعادة.
ونعود فنكرر الأسف على تلك الأيام التي خلت، وعلى العهد القططي الذي خلفه هذا العهد الكلابي، وقد كانت الحظوظ حظوظنا في أيام دولته، فأما اليوم فكل ما نملكه من العزاء أن نذهب إلى ضريحه، ونروي بدموعنا غصون البان التي ترفرف على مثواه الأخير.
آه، أيتها السيدة العلية الشأن، لتكن ذكرى ذلك القط الحبيب باعثة في صدرك على الأقل شيئا من الرأفة بنا، ونحن لا ندعي أننا من زمرته؛ لأنه كان منذورا للعفة من صباه، ولكننا من نوعه على كل حال، ولا يزال طيفه يحوم حول هذه البقاع، ويدعوك أن تنقضي ذلك الحكم الدموي الذي يتوعدنا، وكل ما تسدينه إلينا من البقايا الصالحات موقوف منذ اليوم إلى أواخر أيامنا على المواء لك بوفائنا الدائم، حافظين ذكراه إلى أبنائنا وأبناء أبنائنا جيلا بعد جيل.
شواغل الشيخوخة
وكان الاقتصادي الإنجليزي جورج هويتلي صاحب كتاب أصول التجارة صديقا لفرنكلين يهتم مثله بالمسائل الاجتماعية الإنسانية، فكتب إليه في الخامس عشر من شهر نوفمبر سنة 1784 خطابا يعتب فيه على تأخير الرسائل، ويتناول فيه بعض المسائل التي تعرف من جواب فرنكلين مايو سنة 1785 بعد نبذة وجيزة أرسلها إليه قبل ذلك، واستهل الجواب المسهب بالاعتذار، وأتبعه بالرد على المسائل الأخرى، قال:
كتبت إليك بضعة أسطر منذ أيام ومعها الوسام، وكان ينبغي أن أكتب إليك أكثر من ذلك لولا أنني فوجئت بفضولي شغلني إلى مساء ذلك اليوم، فاحتملته جهدي، كما أرجو أن تحتملني جهدك الآن. فلعلي أفيض في ثرثرة الفضول بما أجيب به الآن.
لا أعرف كلمة الفونس
Alphonsus
صفحه نامشخص