بناء امّه عربی
منهاج مفصل لدروس في العوامل التاريخية في بناء الأمة العربية على ما هي عليه اليوم
ژانرها
أما من حيث الاختلاف فواضح أن الدولة العثمانية تشتبك شئونها بالدول الأوروبية وبالأوروبيين في كل مكان وفي كل يوم، ومن ثم كان الاتصال وثيقا وخصوصا إذا تذكرنا أن الحكومات الأوروبية والهيئات التجارية التابعة لها والكنائس المسيحية أنشأت علاقات مباشرة برعايا السلطان من جميع النحل وبالطوائف العثمانية غير الإسلامية، وقامت على هذا أوضاع تجعل العلاقات بين الدولة العثمانية والدول الأوروبية فريدة الذات.
ونختم كلامنا عن العلاقات بتقرير ما يأتي:
أولا:
إن الصين القديمة اعتبرت نفسها دنيا قائمة بنفسها مكتفية بما لديها، ولا يهمها في قليل أو كثير أن تنشأ بينها وبين غيرها من الدول علاقات، ولنذكر القصة المشهورة للسفارة التي أرسلتها حكومة الملك جورج الثالث لإمبراطور الصين، وكذلك اليابان القديمة اتخذت نفس الموقف.
ولنذكر كيف أوفدت الحكومة الأمريكية الأميرال بيري
في 1853 و1854 ليرغم اليابان على فتح ثغورها للتجارة.
ثانيا:
إن النظرية الإسلامية المشهورة عن تقسيم العالم إلى دار إسلام ودار حرب تقابلها نظرية مسيحية من نفس النوع.
بيد أن اعتناق الدول المسيحية لتلك النظرية لم يمنعها من توثيق مختلف الصلات بالدول الإسلامية وبشعوبها، فاستطاعت أن تحقق بذلك لنفسها منافع متنوعة في ميادين التفوق والتغلب والعلم والتعلم واستثمار المال ... إلخ. وكانت الحال بالنسبة للمسلمين غير ذلك؛ فحكموا على أنفسهم بالعزلة مطمئنين راضين، ازدروا دار الحرب وأهلها في أيام تساوي القوى وتشابه الأنظمة، وازدروها أيضا في أيام اختلال توازن القوى ورجحان كفة أوروبا كفتهم بدعوى أن لهم الجنة أو ما إلى ذلك، أو أن «مادية» الغرب ستسير به حتما نحو الهاوية، وأن لا خلاص للغرب إلا باكتساب شيء من «روحانية الشرق» وما إلى ذلك من أوهام. وخير لنا ولهم أن نتأكد من أن الذي سيسير نحو الهاوية لن يسير وحده بل سيجر معه غيره حتما.
ثالثا:
صفحه نامشخص